المقدمة:
تواجه المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام تزايدًا في انتشار مرض الزهايمر نتيجة لتحول ديموغرافي يشهده السكان المتقدم في العمر. ومع ذلك، فإن هناك نقص في التمويل والبحوث الدوائية والأنظمة المتاحة للتعامل مع اضطرابات الدماغ المُعَيَّقة، وهو ما تم التأكيد عليه في قمة الصحة العالمية الأولى في المملكة العربية السعودية يوم الخميس. وفي الوقت نفسه، هناك حاجة للمزيد من الجهود لإدخال السعودية في التجارب السريرية التي تعمل على مكافحة المرض.
الزهايمر في السعودية:
تشير الأرقام الأخيرة التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية إلى وجود حوالي 130,000 حالة من مرض الزهايمر في المملكة العربية السعودية. وقد أكدت الحاجة إلى التعامل مع هذه المشكلة بشكل أكبر من مجرد الاستثمار المالي، حيث قالت ديان تاي، المديرة العامة في معهد ميلكن لمستقبل الشيخوخة، إنه يجب العمل على تحسين الرعاية لمرضى الزهايمر بما في ذلك التشخيص المبكر والبنية التحتية لدعم المربين وزيادة عدد المتخصصين في علم الشيخوخة وزيادة عدد الموظفين لدعم المربين للسماح لهم بالاستمرار في العمل.
البحوث والعلاج الجيني الخلوي:
تحتاج المعالجات الناشئة إلى تطوير إطار عالمي عاجل والتعاون الوثيق مع جميع الأطراف المعنية – المرضى والمتخصصين والجهات التنظيمية في صناعة الأدوية – لمواجهة التحديات بشكل مشترك. وفي هذا الصدد، أشارت ديان تاي إلى أهمية البحوث والأدوية، حيث قالت إنه يجب اتخاذ خطوات لتحسين رعاية مرضى الزهايمر اليوم، بما في ذلك التشخيص المبكر والبنية التحتية لدعم المربين وزيادة عدد المتخصصين في علم الشيخوخة وزيادة عدد الموظفين لدعم المربين للسماح لهم بالاستمرار في العمل. وأشارت أيضًا إلى أهمية الابتكارات طويلة الأمد في علم الشيخوخة لتحسين الصحة والسماح للمربين وكبار السن بالبقاء في سوق العمل لفترة أطول.
هل العلاج الجيني الخلوي هو الحل؟
تعتبر شركة Life Biosciences واحدة من الشركات التي قد تكون لديها الإجابة، حيث أعلنت عن تقدم في علاج الرؤية الجينية، حيث استعادت وظيفة الرؤية بشكل كبير في القرود غير البشرية التي تعاني من ضرر العين الناجم عن الليزر. وقد قام الفريق بحقن مواد كيميائية خاصة في عيون القرود، مما أعاد برمجة الخلايا جزئيًا إلى حالة أكثر شبابًا. ويوفر هذا التقدم الضخم أملًا كبيرًا للمرضى الذين يعانون من اضطراب العصب البصري الذي يشبه السكتة الدماغية في العين والذي يحدث عادةً في المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. ويمكن أن تساعد هذه التقنية في علاج حالات الشيخوخة الأخرى في العين، مثل الجلوكوما.
التحديات والحلول:
مع ذلك، لا تزال هناك عقبات تحول دون إجراء بحوث محددة تؤدي إلى نتائج ملموسة. وأشار فريزر هول، الرئيس ورئيس بيوجين الدولية، إلى التحديات الرئيسية في البحوث حول مرض الزهايمر وتحديد ثلاثة أعمدة لمواجهة هذا التحدي. وقال إن العقاقير المتقدمة تظهر بالفعل تحسنًا في إزالة “التشابك في الدماغ” لدى مرضى الزهايمر. وأشاد الباحثون بدونانيماب، الدواء الجديد، باعتباره إنجازًا محتملاً في مكافحة مرض الزهايمر. وفقًا للتجارب السريرية، يشير الدواء التجريبي هذا إلى أنه يمكنه تباطؤ تقدم المرض بنسبة تصل إلى 35 في المائة، مما يشكل تقدمًا ملحوظًا في علاج مرض الزهايمر. ويستهدف الدواء إزالة بروتين الأميلويد الذي يتراكم في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر. وأكد هول على أهمية تطوير البنية التحتية الأساسية والرؤية الواضحة، مشيرًا إلى أهمية وجود إرادة سياسية ورؤية واضحة مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 المكرسة لجعل مرض الزهايمر أولوية. وشدد على أهمية وضع أهداف واضحة وتوحيد المجتمع والحكومة والكيانات الخاصة وبناء بنية تحتية تدعم دمج الابتكارات الجديدة في بحوث مرض الزهايمر.
اترك تعليقاً