ينبغي أن يكون هناك قلق بشأن تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية على الأرض بعد إطلاق كوريا الشمالية لقمر صناعي ناجح خلال أسبوع عيد الشكر، والذي قد يحول شبه الجزيرة الكورية إلى نقطة توتر أمنية دولية أخرى ونقطة كسر محتملة للاستقرار العالمي.
الديناميات الأمنية على شبه الجزيرة الكورية
تشهد الديناميات الأمنية على شبه الجزيرة الكورية تراجعًا هادئًا خلال العام الماضي. تطلق كوريا الشمالية صواريخ ذات مدى بعيد بلا عقاب بسبب شلل مجلس الأمن الدولي الناجم عن التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا والتنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين. في الوقت نفسه، نجح كيم جونغ أون في الحفاظ على السيطرة السياسية المحلية من خلال البقاء على قيد الحياة بعد فشل قمة ترامب-كيم هانوي في فبراير 2019 والحجر الصحي الذاتي الذي فرض بسبب الجائحة.
التصعيد الحالي للتوترات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية
تكمن الزيادة في التوترات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في الديناميات المتبادلة التي تتجلى في سباق الأقمار الصناعية بين الكوريتين وقرار الجانبين بالابتعاد عن اتفاقية عسكرية عام 2018 وقعتها كوريا الشمالية مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول سلفه مون جاي إن.
بعد إطلاق كوريا الشمالية للقمر الصناعي، أعلنت إدارة يون أنها لن تكون ملتزمة بأحكام اتفاقية الأسلحة لعام 2018 التي تقيد القوات الكورية الجنوبية من استخدام المعدات بالقرب من منطقة منزوعة السلاح (DMZ) لمراقبة الأنشطة الكورية الشمالية. ردًا على ذلك، تقوم كوريا الشمالية بإعادة تأهيل وتسليح المناصب الحراسة على الجانب الكوري الشمالي من DMZ.
يمكن أن يؤدي التصعيد التدريجي للتوترات إلى أزمة غير مرغوب فيها مماثلة لتصعيد التوترات الذي وقع في عام 2015 بعد إصابة جنود كوريين جنوبيين بسبب لغم أرضي كوري شمالي غير مكتشف وضع بالقرب من منصة حراسة كورية جنوبية.
التعاون بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية
تعمل إدارتا بايدن ويون بشكل أكثر تعاونًا من أي وقت مضى لتنسيق السياسات الأمنية والاقتصادية على شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، وذلك بدافع من جزء من تقارب المصالح في حماية الاستقرار الدولي بناءً على سيادة القانون في عصر التنافس الاستراتيجي المتصاعد. علاوة على ذلك، اتخذ الرئيس يون خطوات لتطبيع العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان وتجاوز القيود على التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة.
ومع ذلك، فإن التزام تعزيز التعاون الثلاثي لا يزال هشًا، خاصة في حالة حدوث انتقال سياسي في الولايات المتحدة و/أو كوريا الجنوبية إلى نهج أكثر قومية يركز على تحقيق الاحتياجات الوطنية المحددة ضمن استبعاد تنسيق التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
التحديات الداخلية والتهديدات المشتركة
على الرغم من التنافس الجيوسياسي المتصاعد والتهديدات الأمنية المشتركة، فإن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا تزالان عرضة للتهديدات الداخلية. يتزايد خطر الصراع بين الحلفاء بسبب التطرف السياسي المتزايد في كلتا البلدين. قد تعوق هذه الاتجاهات القدرة على تشغيل التحالف بفعالية على الرغم من وجود مصالح مشتركة في العمل معًا كشركاء في الأمن الدولي والاقتصاد والتكنولوجيا، كما أشير إلى ذلك في كتابي الجديد: التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي: كيف يمكن أن يفشل ولماذا يجب ألا يفعل ذلك.”
من الغريب أن التقارب في المصالح الذي سمح لإدارتي بايدن ويون بالعمل بشكل وثيق مع بعضهما البعض يشكل خطرًا على التعاون في التحالف. قد يحدث ذلك إذا تم اعتبار الجانب الواحد أو الآخر كشريك مفضل حصريًا في إدارة المصالح المشتركة للتحالف بدلاً من قادة المعارضة السياسية الذين قد يتبنون منصات سياسية قومية أو معزولة. قد تكون هذه التطورات مثيرة للقلق بشكل خاص في ظل التنافس الجيوسياسي الذي يجعل التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي ضروريًا ليس فقط على شبه الجزيرة الكورية ولكن أيضًا في معالجة النزاعات الدولية في جميع أنحاء العالم.
مصدر: Forbes
اترك تعليقاً