أدى الاقتصادي الليبرتاري الأرجنتيني خافيير ميلي البالغ من العمر 53 عامًا اليمين الدستورية كرئيس للبلاد يوم الأحد في تحول حاد للبلد الأمريكي الجنوبي حيث يسعى لإيجاد حل جذري لأسوأ أزمة اقتصادية في عقود وتضخم يتجه بسرعة نحو 200٪.
تحديات كبيرة
تواجه الأرجنتين تحديات هائلة، حيث تقدر الاحتياطيات الأجنبية الصافية للبلاد بنحو 10 مليارات دولار في الأحمر، وتتصاعد التضخم السنوي بنسبة 143٪، وتقترب الركود، وتشوهات الرأسمالية تشوه سعر الصرف.
الخطة الاقتصادية الجريئة
تعاني الأرجنتين من دورات اقتصادية متقلبة منذ عقود بسبب طباعة الأموال لتمويل عجز النفقات العادية والتي تزيد من التضخم وتضعف البيزو. وتفاقم هذا الوضع في السنوات الأخيرة مع تضاؤل الاحتياطيات بسبب جفاف كبير أصاب المحاصيل النقدية الرئيسية مثل الصويا والذرة.
التحديات المستقبلية
تحتاج الأرجنتين كمصدر رئيسي للحبوب إلى إعادة هيكلة برنامج القروض البالغ 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، بينما يحتاج ميلي إلى التعامل مع الشركاء التجاريين الهامين مثل الصين والبرازيل اللذين انتقدهما خلال الحملة الانتخابية.
التحول السياسي
سيتولى ميلي من الرئيس الحالي اليساري المنتهية ولايته ألبرتو فرنانديز، ولكنه سيحتاج إلى التفاوض مع المنافسين حيث لا يمتلك تحالفه الليبرتاري سوى كتلة صغيرة في الكونغرس. وقد تأثر ذلك بالفعل، حيث قلل من لهجته في الأسابيع الأخيرة وشكل حكومته الأولى من المحافظين التقليديين بدلاً من الحلفاء الليبرتاريين الأيديولوجيين، ووضع أفكارًا أكثر جرأة مثل تعميم الدولار على المحك.
توقعات المستقبل
من المتوقع أن يعرض ميلي رؤيته في خطاب يوم الأحد، مع وضع خطة اقتصادية مفصلة على الأرجح يومي الثلاثاء أو الأربعاء، وفقًا لمصادر من فريقه. وشملت ضيوف الحفل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان ووفد أمريكي.
من جانبه، حضر الزعيم البرازيلي اليميني السابق جايير بولسونارو، بالإضافة إلى الزعيم الأوروغواياني المحافظ لويس لاكال بو. وكان الرئيس اليساري التشيلي جابرييل بوريك حاضرًا أيضًا، ولكن اليساريين لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من البرازيل وأندريس مانويل لوبيز أوبرادور من المكسيك كانوا بعض الغيابات الكبيرة.
ومن المتوقع أن يخاطب ميلي أنصاره خارج الكونغرس بدلاً من الكلام أمام النواب كما هو معتاد، حيث يولي اهتمامًا كبيرًا للدعم الشعبي الذي دفع بصعوده. وقالت المتقاعدة فيلما بونينو البالغة من العمر 73 عامًا: “إنه يعطينا شيئًا نحن الشعب، ليس السياسيين. الآن علينا أن نرى ما سيحدث”.
وفي إشارة إلى التحديات المقبلة، رفعت شركة الطاقة الحكومية الأرجنتينية YPF أسعار الوقود هذا الأسبوع بنسبة متوسطة تبلغ 25٪، مع توقع المحللين والأسواق لتخفيض حاد لقيمة البيزو المفرطة التقييم بعد وصول ميلي إلى السلطة.
وقالت الطالبة ديلفينا أورتيز البالغة من العمر 22 عامًا: “الأمور ليست في حالة جيدة حاليًا ويبدو لي أن التغيير كان ضروريًا”، معبرة عن الأمل والتوقعات لما هو قادم.
اترك تعليقاً