تعتبر حراسة الكعبة مهنة موروثة لأبناء شيبة وخلفائهم. إنها تقليد أسسه النبي بعد فتح مكة في السنة الثامنة بعد الهجرة. وبعد ذلك، سلم مفتاح المدينة لعثمان بن أبي طلحة واعتبر حراسة الكعبة مهمة مميزة ومنحت بشكل فريد وأبدي لأبناء شيبة.
تاريخ حراسة الكعبة
يشير الباحث الإسلامي والمفكر محي الدين الهاشمي، المتخصص في الحرمين الشريفين، إلى أن قصة حراسة الكعبة المشرفة بدأت في زمن النبي إبراهيم. حيث أمر الله النبي إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء أسس الكعبة، ومن هنا بدأ التقليد وحراسة الكعبة.
أول حارس للكعبة وتعاقب الأجيال
يضيف الهاشمي أن النبي إبراهيم سلم حراسة الكعبة لابنه إسماعيل، الذي استمر في التقليد حتى وفاته. ثم تم نقل التقليد من أبناء إسماعيل ضد إرادتهم إلى قبيلة جرهم، وبعد ذلك تم نقله بالقوة إلى قبيلة خزاعة، ولكن تم استعادته من قبل قصي بن كلاب بن مرة، الذي كان جد النبي محمد بن عبد الله ونسل إسماعيل، الذي كان أول من خدم الكعبة.
قصة حراسة الكعبة في الإسلام
ووفقًا لمحي الدين الهاشمي، يتم توريث حراسة الكعبة لأكبر ابن في كل عائلة، وتم تمريرها حتى وصلت إلى عثمان بن طلحة الذي عاش في زمن النبي. وحسب ما ذكره عثمان بن طلحة في يوم النصر على الإسلام في مكة، دخل رسول الله مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وعندما كانوا على وشك دخول الكعبة وجدوها مغلقة. سألوا من يحمل المفتاح واكتشفوا أنه مع عثمان بن طلحة. كان عثمان بن طلحة غير مؤمن، لذلك عندما علم بوصول النبي محمد قام بإغلاق الباب.
عندما دخل النبي محمد مكة، كان أهلها يقبلون الإسلام، ولكن عثمان كان يختبئ. ثم أمر النبي محمد علي بن أبي طالب بأخذ المفتاح من عثمان.
ذهب علي ليجد عثمان وطلب منه المفتاح ولكن عثمان لم يعطه إياه. ثم قام علي بنزع المفتاح منه حتى يدخل النبي الكعبة. فتم فتح الباب ودخل النبي الكعبة وصلى ركعتين.
حراسة الكعبة في العصر السعودي
أشار الهاشمي إلى أن حراسة الكعبة لا تزال في بني شيبة، وتمنح لكبار أفراد العائلة حتى اليوم. كانت وظائف الحارس القديم تشمل فتح وإغلاق باب الكعبة ومراقبة بنائها وصيانتها، بالإضافة إلى غسلها وتنظيفها ومراقبة ضريح النبي إبراهيم.
في الوقت الحالي، يتولى الشيخ محمد بن زين العابدين بن عبد المعطي الشيبي حراسة الكعبة. وقد بقي في منصبه لمدة 43 عامًا. وتوفي في عام 1253 هـ ولديه أبناء ذكور. ورث عبد القادر الحراسة بعد وفاته، ثم شقيقه سليمان، وأحمد، وعبد الله.
ثم تولى ابن عمه طلحة بن حسن الشيبي حراسة الكعبة، ثم توالت الحراسة على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن قادر الشيبي الذي توفي في شهر ذو الحجة عام 1431 هـ. ثم انتقلت الحراسة إلى الشيخ عبد القادر بن طه بن عبد الله الشيبي الذي خدم الكعبة لمدة أربع سنوات. وشهدت فترة حكمه تغيير قفل الكعبة بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز.
سلمه الأمير خالد الفيصل المفتاح نيابة عن الملك بمناسبة تنظيف الكعبة. وشهد تركيب قفل لباب التوبة الداخلي للكعبة وتوفي بعد معركة شرسة مع المرض. وأصبح ابن عمه الشيخ د. صالح بن زين العابدين الشيبي حارسًا للكعبة.
وأوضح الهاشمي أن وظائف الحارس تقتصر في الوقت الحالي على فتح وإغلاق الكعبة. وتتنسق معه الديوان الملكي ووزارة الداخلية والقوات الطارئة في حالة وجود ضيوف رسميين.
تتم تنظيف الكعبة سنويًا في الخامس عشر من شهر محرم من كل عام. بعد صدور الأمر الملكي، يتنسق إمارة مكة مع الحارس بشأن الاتفاقيات الإجرائية. تم إلغاء تنظيف الكعبة في شعبان الأول بسبب أعمال التوسعة الحالية وكثافة الازدحام في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يتسلم رئيس الحراس الكعبة الجديد تجليد الكعبة الجديد في الأول من ذو الحجة ليتم تركيبه في يوم عرفة من قبل خياطي وخبراء مجمع الملك عبد العزيز للتجليد.
تقام مراسم تسليم تجليد الكعبة في مجمع الملك عبد العزيز للتجليد بحضور رئيس المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، إلى جانب مدير المجمع الدكتور محمد بن عبد الله بغودة، وحشد كبير من المسؤولين والنواب.
اترك تعليقاً