!Discover over 1,000 fresh articles every day

Get all the latest

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.

توقع تقلبات السوق: الأساليب والتقنيات

تُعدُّ توقعات تقلبات السوق من المواضيع الحيوية التي تثير اهتمام رجال الأعمال والمستثمرين على حد سواء. يتناول هذا المقال أساليب وتقنيات مبتكرة للتنبؤ بحركة السوق، مستعرضًا التحديات التي تواجه الشركات في هذا المجال. فبينما يعتمد الكثيرون على البيانات التاريخية كوسيلة لتوقع الأداء المستقبلي، يجب أن نكون صادقين: هذا النهج قد يكون محدودًا وغير موثوق. يسلط المقال الضوء على أهمية فهم “لماذا” وراء الأرقام، بدلاً من الانشغال بـ”ما” تقدمه هذه الأرقام. سنكتشف معًا كيفية تحسين عملية التنبؤ المالي من خلال دمج البيانات التحليلية مع الرؤى النوعية، وكيف يمكن لذلك أن يُثري استراتيجيات الأعمال ويزيد من دقتها. دعونا نبدأ رحلة استكشاف عالم توقعات السوق والأساليب المتعددة التي يمكن أن تساعد في توجيه الشركات نحو مستقبل أفضل.

الوهم الرائع للتنبؤ المالي

يعتبر التنبؤ المالي أحد العناصر الأساسية في إدارة الأعمال، إذ يتيح للمديرين اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على فهم عميق للاتجاهات المالية المحتملة. ولكن رغم أهميته، فإن عملية التنبؤ المالي غالباً ما تتسم بشبه الفوضى والتخمينات. يُنظر إلى التخمين المالي وكأنه شر لا بد منه، حيث يتوقع الكثيرون اتخاذ قرارات مصيرية بناءً على توقعات قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة. في النهاية، يعكس هذا التحدي الفارق الكبير بين الأرقام الفعلية والتوقعات التي تُبنى عليها خطط العمل. يضيع الكثير من الوقت والموارد في تحليل البيانات دون فهم الأسباب الكامنة وراءها، وبالتالي يُصبح التحليل المالي أشبه بلعبة في حظوظ تتعلق بمستقبل الشركة.

تعتبر عملية التنبؤ المالي كأي علم آخر يسعى لتحقيق فائدة أكبر. وبالتالي، يُعتبر الدمج بين المعرفة الروحية والتجربة العملية من خلال برامج تعليمية مثل MBA في المحاسبة من الأساليب الأكثر فاعلية للوصول إلى نتائج أكثر دقة. تحتاج الشركات اليوم إلى مزيج من النظام والنقد والتحليل المعمق بدلاً من الاعتماد فقط على الأرقام والمعادلات الرياضية الخالية من السياق.

طريقة النسبة من المبيعات: بسيطة مثل فنجان من الشاي

تُعتبر طريقة النسبة من المبيعات واحدة من أبسط الطرق المستخدمة في التنبؤ المالي. تقوم هذه الطريقة على افتراض أنه سيتم تخصيص نسبة معينة من المبيعات لتغطية التكاليف. على سبيل المثال، إذا كان تكلفة البضائع المباعة (COGS) تمثل دائماً 30% من المبيعات، فإنه يمكن تخمين أن هذا النمط سوف يستمر. صحيح أن بعض النقاد يعتبرون هذه الطريقة سطحية وليس لديها العديد من العوامل المحسوبة، إلا أن سرعتها وسهولتها جعلتها خياراً مفضلاً للكثير من الشركات.

على الرغم من سهولة هذه الطريقة، إلا أنها في الحقيقة قد تؤدي إلى تفاؤل مفرط أو تشاؤم بعيد عن الواقع، حيث يعتمد الكثيرون على الأرقام الفعلية التاريخية فقط دون استعداد للتعبير عن العوامل المتغيرة في السوق. مثال على ذلك هو الاعتماد على التنبؤات الاقتصادية دون مراعاة التغيرات المفاجئة أو الظروف الموسمية في الاقتصادات، مما قد يؤدي إلى قرارات تجارية غير حكيمة.

الطريقة الخطية: لم لا؟

تُعتبر الطريقة الخطية واحدة من أبسط طرق التنبؤ، حيث تُفترض نسبة الزيادة في الإيرادات كل عام. فمثلاً، إذا نمت الإيرادات بنسبة 10% في العام الماضي، فيُفترض أن تنمو بنفس النسبة في العام المقبل، وينطلق الأمر دون النظر إلى الظروف الاقتصادية المحيطة. تعتبر هذه الطريقة جذابة للعديد من المديرين لأنها بسيطة وتُعطي انطباعاً بالتحكم والتوقع الإيجابي.

ومع ذلك، فإن هذه الطريقة تُغفل العوامل المؤثرة الأخرى التي قد تؤدي إلى تغيرات مفاجئة في السوق أو المنتجات. لذا يسهل أن تصاب الشركات بخيبة أمل عندما يبدأ السوق بالتقلب، مما يُبرز أهمية الالتفات إلى الظواهر الاقتصادية والسوقية بدلاً من الاعتماد على الأرقام فقط.

المتوسط المتحرك: تلطيف الحواف الخشنة

أداة تحليلية أخرى هي المتوسط المتحرك، والتي تهدف إلى تخفيف تأثير التغيرات المفاجئة خلال فترة زمنية معينة، مما يوفر تصوراً أوضح للأداء المالي كما يسمح بالتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. تُستخدم هذه الأسلوب في قطاعات قد تكون عرضة للتقلبات الموسمية، مثل تجارة التجزئة خلال الأعياد أو شركات الطيران. عند معالجة البيانات باستخدام متوسط متحرك، يُمكن أن تُساعد الشركات على التعرف على الاتجاهات أدق.

لكن، على الرغم من دقتها، إلا أن المتوسط المتحرك لا يجيب على السؤال “لماذا” تحدث هذه التغيرات. بدلاً من ذلك، يركز فقط على تقديم صورة أكثر استقراراً، مما يعني أنه قد يؤدي إلى تجاهل بعض التغيرات المهمة التي قد تؤثر على الأداء العام للشركة. أي، ليس كافياً معرفة أن هناك تقلبات في السوق دون فهم العوامل الأساسية المسببة لها.

طريقة دلفي: دعنا نسأل الخبراء (أو نتظاهر أننا فعلنا)

تستند طريقة دلفي إلى جمع آراء مجموعة من الخبراء من مختلف المجالات لتحليل الاتجاهات المستقبلية. هذه الطريقة تُعتبر أداة فعالة في التنبؤ عندما تكون البيانات الكمية نادرة، حيث يتم الاستفادة من الآراء المتنوعة للوصول إلى تقدير مشترك. على الرغم من أن هذه الطريقة تبدو متطورة، إلا أن لها عيوبها أيضاً، حيث يمكن أن تتأثر آراء الخبراء بالتحيزات أو الانحيازات الجماعية، مما قد يؤثر على دقة التنبؤات.

وعلى عكس الطرق الكمية، توفر هذه الطريقة بُعدًا إنسانيًا أكثر لفهم الآراء والرؤى التي يمكن أن تؤثر في السوق. ومع ذلك، يجب اتخاذ الحذر عند الاعتماد الكلي على هذه التنبؤات لأنها ليست مضمونة، وقد تعكس فقط مزاج الخبراء في لحظة معينة.

أبحاث السوق: الفن المفقود في طرح الأسئلة

لا تُعتبر أبحاث السوق مجرد أداة جمع بيانات بل هي فن يتطلب مهارات في طرح الأسئلة والتحليل. من هنا، تغدو المقابلات مع العملاء والسوق جزءاً محورياً في فهم الاتجاهات واهتمامات المستهلكين. يُعزى جزء من مشكلات التنبؤ إلى عدم استطاعة الشركات على فهم ما يريده العملاء فعلياً، حيث يمكن أن تعطي إجاباتهم المضللة صورة مضللة عن الواقع.

ورغم التحديات، فإن الاتصال الفعلي مع المستهلكين يوفر بيانات حية عن توجهات السوق. لذا يتعين على الشركات الحديثة استثمار الوقت والموارد لفهم السوق ومتطلباته. مثلما يُعد التسجيل في دروس العلاج النفسي علامة على عدد من الأزمات، فإن الدراسات السطحية كثيراً ما تُعني بأن الشركات تتقدم في خطواتها دون إدراك واقع السوق.

احتضان عدم اليقين

تظهر الدروس المستفادة من أدوات وأساليب التنبؤ أنه لا يمكن الاعتماد على طريقة واحدة فقط للتنبؤ بأداء السوق. بل يجب أن يكون هناك مزيج من الأساليب الكمية والنوعية. لا يتعلق الأمر فقط بالنظر إلى الأرقام بل يتطلب أيضا فهم الأسباب وراءها بشكل أعمق. يُعتبر استيعاب المخاطر والأسباب وراء التغيرات هو المفتاح الأساسي لزيادة جودة التنبؤات.

إذاً، في عالم الأعمال اليوم، يُعد التحليل المستند إلى البيانات الصحيحة والكافية هو السلاح الأكثر قوة، لكن يتطلب الأمر دائماً وجود منفذ لفهم الأسباب وكيفية التعامل مع المخاطر الغير متوقعة. لذا تحمل عملية التنبؤ المالي معطيات تعكس تعقيدات متعددة تسعى الشركات لفهمها، وهو ما يُظهر أهمية الاستعداد للتغيير وقبول عدم اليقين.

خداع التوقعات المالية

التوقعات المالية تعتبر من الأمور الضرورية التي تتبناها الشركات بغض النظر عن نوعها، حيث تحمل هذه التوقعات معها بعض الملامح التي تتجاوز مجرد مجرد التخمينات. في بعض الأحيان، يُنظر إليها على اعتبار أنها مهمة في قاعات الاجتماعات، لكنها في واقع الأمر قد تكون مجرد محاولات للعب دور في عالم مليء بالغموض. يعتمد الكثيرون على هذه التوقعات كوسيلة لتقديم الأرقام والمعلومات للمستثمرين والموظفين، وتخدم كوسيلة لتبرير القرارات المتخذة. لكن، وباعتراف الكثير من الخبراء، لطالما كانت هذه التوقعات غير موثوقة تماماً، لذا، يجب على الشركات أن تكون حذرة وأن تعزز مهاراتها التحليلية من خلال التعلم المستمر، سواء من خلال الخبرة العملية أو من خلال الدراسات الأكاديمية المتقدمة، مثل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

طريقة النسبة المئوية للمبيعات

طريقة النسبة المئوية للمبيعات هي واحدة من أبسط طرق التوقع المالي، ويحبها الكثيرون بسبب ترتيبها وسهولة تطبيقها. يقوم المسئولون في هذه الطريقة بتحديد نسبة معينة من المبيعات التي تذهب إلى التكاليف، ويعملون على أساسها. كمثال، إذا كانت تكلفة البضائع المباعة دائماً تشكل 30% من المبيعات، فإنهم سيعتمدون على هذه النسبة للسنوات القادمة. هذه الطريقة، بالرغم من بساطتها، تحمل في طياتها بعض المخاطر، فهي تتطلب فرضيات قد تكون غير صحيحة، ما يجعلها عرضة للفشل. بعبارة أخرى، هي تشبه إلى حد كبير الافتراض بأن الطقس سيكون مشمسًا غداً لمجرد أنه كان مشمسًا اليوم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن تحقيق السهولة والسرعة في التنبؤات غالباً ما يكون السبب وراء اعتمادها في العديد من الشركات.

طريقة الخط المستقيم

تعتبر طريقة الخط المستقيم من التقنيات الأساسية المرتبطة بتوقع الإيرادات والنمو. يقوم المسؤولون بتنفيذ هذه الطريقة بالاعتماد على الأرقام السابقة، إذا كانت الإيرادات قد نمت بنسبة 10% في العام السابق، فإنهم يتوقعون أن تنمو بنفس النسبة في العام التالي. ومن الواضح أن هذه الطريقة تبدو جذابة لأنها بسيطة وتفاؤلية، وتقود إلى توقعات مريحة. ومع ذلك، فهي تتجاهل الكثير من العوامل الخارجية مثل الظروف الاقتصادية المتغيرة وتفضيلات العملاء. في نهاية المطاف، يعتمد هذا النوع من التوقعات على تحليلات غير دقيقة، مما يؤدي إلى تحذيرات خطيرة عند تغير الظروف. لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة منهجيات مثل هذه لتعزيز الدقة وتحسين النتائج المستقبلية.

المتوسط المتحرك: تسوية التقلبات

المتوسط المتحرك يشكل خيارًا معقولاً لأولئك الذين يبحثون عن طريقة أكثر نعومة لتوقع الأرقام. تتمثل الفكرة في جمع البيانات وتقسيمها على عدد من الفترات الزمنية، مما يساعد على تقليل التأثيرات الكبيرة التي قد تحدث في نقاط معينة. على سبيل المثال، في حالة نشاط تجاري موسمي، مثل البيع بالتجزئة في موسم عيد الميلاد، يمكن أن يساعد المتوسط المتحرك في تقديم صورة أكثر استقرارًا عن الطلب المتوقع. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه الطريقة، رغم فوائدها، تحتاج إلى الكثير من البيانات لتحقيق نتائج موثوقة، كما أنه من الأهمية بمكان معرفة الأسباب التي تجعل هذه الأرقام تتقلب. استخدام المتوسط المتحرك يمكن أن يكون مفيدًا، لكنه لا يوفر تفسيرًا لسبب حدوث تلك التقلبات.

طريقة دلفي: استشارة الخبراء

تعتمد طريقة دلفي على فكرة استشارة مجموعة من الخبراء لجمع معلومات حول التوقعات المستقبلية. العملية تتضمن جمع الآراء ومحاولة الوصول إلى إجماع فيما بينهم. إنها تبدو كطريقة ذكية ولكنها تحمل بعض المخاطر، إذ يمكن أن تتأثر آراء الخبراء بالتحيزات والأفكار المجتمعية. وبعبارة أخرى، قد لا تكون هذه الطريقة دائمًا دقيقة، لكن يمكن أن تكون مفيدة في حالات ندرة البيانات. تعتمد الشركات على هذه الطريقة إذا كانت بحاجة إلى سياق أو توجيه، خاصة في الأسواق الجديدة أو الناشئة.

أهمية أبحاث السوق

تعتبر أبحاث السوق واحدة من أقدم الأساليب لجمع بيانات تفصيلية حول رغبات وتفضيلات المستهلكين. القدرة على التواصل مع الزبائن والسؤال عن آرائهم بشأن المنتجات والخدمات يمكن أن يكون لها تأثير كبير على التخطيط التجاري. ورغم أن النتائج قد لا تكون دائمًا دقيقة، إلا أن تنفيذ أبحاث السوق يمكن أن يقدم معلومات قيمة حول الاتجاهات والأنماط الحالية. من المهم الانتباه إلى أن استجابات العملاء قد تكون متأثرة بالمعايير الاجتماعية، لذا، يجب على الشركات تنويع أساليبها وعدم الاعتماد فقط على هذه الأبحاث. الالتزام بفهم رغبات العملاء على أرض الواقع سيمكن المؤسسات من تحسين أداءها وتوجيه استراتيجيات التسويق بشكل أكثر فعالية.

استنتاج: قبول عدم اليقين

في ختام الحديث حول التوقعات المالية، من المهم أن ندرك أن الاستخدام الفعال للطرق الكمية والنوعية معًا سيكون له تأثير كبير على تحسين الدقة في التوقعات. التركيز على الأرقام مفيد، لكنه ليس كافيًا للوصول إلى نتائج فعالة، فطلب الفهم حول الأسباب التي تجعل الأرقام كما هي هو أمر أساسي. التوقعات ليست مجرد أرقام، بل هي الخرائط التي تساعد على التحضير للمستقبل. من المهم تبني موقف مرن عندما يتعلق الأمر بالتوقعات، فكلما كنت أكثر انفتاحًا للتكيف مع التغيرات، كانت الفرص لتحقيق النجاح أكبر. استخدام أساليب متعددة ومختلفة واختبار الفرضيات يمكن أن يساعدك في تناول موضوع التوقعات بنظرة شاملة.

خداع التنبؤات المالية

تعتبر التنبؤات المالية أحد العناصر الأساسية في إدارة الأعمال، فهي تدعم القرارات الاستراتيجية وتساعد في التخطيط المستقبلي. لكن في حين أن الكثيرين يعتبرونها أداة حيوية، فإن العديد من الشركات تقع في فخ الافتراضات المبالغ فيها. تؤكد بعض الدراسات أن التنبؤ المالي يشبه كثيرًا المحاولة للقبض على حلم؛ فهي مزيج من الأرقام والحدس. في الكثير من الحالات، لا تركز الشركات على “لماذا” تتواجد الأرقام، بل تكتفي بالقلق من “ماذا” تعني تلك الأرقام. هذه النظرة المحدودة قد تكون ضارة، إذ يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير مدروسة ومن ثم تؤثر على الأداء المالي. لذلك، من الضروري أن تدرك الشركات أنها بحاجة إلى فهم أعمق لتحليل البيانات والبحث عن العوامل المعنوية التي تؤثر على الأداء وليس فقط الاعتماد على الأرقام.

طريقة النسبة المئوية من المبيعات

تعتبر طريقة النسبة المئوية من المبيعات أسلوبًا شائعًا جدًا في التنبؤ، حيث تفترض أن نسبة معينة من المبيعات ستذهب إلى التكاليف. على سبيل المثال، إذا كانت نسبة التكلفة لسلع معينة دائمًا 30% من المبيعات، يتم استخدام هذه النسبة كنقطة انطلاق للتنبؤ بالمبيعات المستقبلية. هذه الطريقة تتميز بالسهولة والسرعة، مما يجعلها جذابة للعديد من الشركات. ومع ذلك، يكمن عيبها في أنها قد تكون سطحية للغاية، حيث تعتمد على افتراضات قد لا تعكس الواقع الحالي. هذه الطريقة تشبه التنبؤ بحالة الطقس بناءً على الأحوال الجوية ليوم واحد فقط، ما يجعل الشركات عرضة للمخاطر عندما تتغير الظروف السوقية بشكل غير متوقع.

طريقة الخط المستقيم

تعد طريقة الخط المستقيم متابعة للتوقعات المبالغ فيها، حيث تفترض أن النمو سيكون مستقرًا إلى حد كبير، مما يعني أنه إذا زادت الإيرادات بنسبة 10% في السنة الماضية، ستظل على هذا النحو في السنة التالية. هذا الأسلوب يبدو جذابًا لأنه يقدم نوعًا من التنبؤ “السهل” والشامل، لكنه في الحقيقة يغفل العديد من العوامل الهامة مثل الظروف الاقتصادية وآراء العملاء. إذا واجهت الشركات تقلبات غير متوقعة، قد تجد نفسها في موقف محرج، إذ تعتمد على نمط نمو خطي يكون غالبًا غير واقعي.

المتوسط المتحرك: تهدئة الاضطرابات

على الرغم من كون الطرق السابقة بدائية في تقديمها، فإن المتوسط المتحرك يعد خيارًا أكثر دقة بعض الشيء. من خلال حساب متوسط الأداء على فترة زمنية محددة، يمكن للمؤسسات تخفيف الاضطرابات الحادة التي تظهر في البيانات. ومع ذلك، يتطلب استخدام هذه الطريقة فترة زمنية كافية للتأكد من أن البيانات المعنية تقدم نظرة شاملة. في بعض الصناعات، مثل التجارة بالتجزئة خلال فترة الأعياد أو خطوط الطيران في أوقات الوباء، يمكن أن تُعد البيانات التقليدية غير كافية لوحدها. لكن مثل أي وسيلة أخرى، لا تفسر هذه الطريقة سبب حدوث التغيرات، بل تركز فقط على ظهور الاتجاهات.

طريقة دلفي: دعونا نستفسر مع الخبراء

دلفي هي أسلوب يعتمد على التنبؤات النوعية حيث يتم جمع آراء مجموعة من الخبراء. الفكرة الأساسية تنطوي على مواصلة الاستفسار حتى يتمكن الجميع من الوصول إلى توافق حول النقاط المهمة. رغم أن هذه الطريقة تبدو مؤسسية وصحيحة، إلا أن الحقيقة تكمن في أن الخبراء هم بشريون أيضًا، متأثرين بالتوجهات الجماعية ومدى ثقافة المناقشة بينهم. هذه الطريقة تكون مفيدة خصوصًا في الحالات التي يكون فيها البيانات النادرة. ورغم أنها ليست مثالية، فإنها توفر فلسفة بديلة وأحيانًا نتائج دقيقة عن السوق، لكن يجب الحذر من الاعتماد الزائد عليها.

البحث السوقي: فن استبيان الناس

يعتبر البحث السوقي أحد أساليب التنبؤ القديمة التي تعتمد على الاستفسار المباشر عن احتياجات العملاء. الهدف هنا هو الحصول على بيانات فعالة حول توجهات وتفضيلاتهم. رغم أن الكثير من الأشخاص قد لا يكونون صادقين في إجابتهم، أو قد يُبدون رغباتهم بعيدًا عن ما يحتاجون فعلاً، إلا أن هذه الطريقة لا تزال من أفضل الطرق لجمع المعلومات. في عالم الشركات الناشئة، يُعتبر البحث السوقي ضروريًا جدًا لتحليل ردود أفعال السوق الفورية والتوجهات. بالمثل، يمكن استخدامه للمساعدة في فهم العوامل التي تؤثر على السلوك الشرائي، رغم عدم إمكانية الاعتماد الكلي على هذه النتائج.

احتضان عدم اليقين

في النهاية، يعتبر أفضل أسلوب للتنبؤ هو دمج الأساليب الكمية والنوعية. من المهم النظر إلى الأرقام كخريطة، ولكن لا بد من التفكير في الأسباب وراء تلك الأرقام. إذا كان لديك توقع خطي يبدو جيدًا للدرجة التي تجعله حقيقيًا، فمن المؤكد أنه ليس كذلك. التنبؤ هو أكثر من مجرد محاولة لتوقع المستقبل، بل هو استعداد له. من خلال فهم العوامل المؤثرة بشكل صحيح، يمكن للشركات أن تظل أمام المنافسين الذين يعتمدون فقط على البيانات. التنبؤات المالية ليست فقط حول الأرقام، بل تتعلق أيضًا بفهم السياق الذي يحدث فيه كل هذا. فالأرقام توفر لك خريطة، بينما الأسئلة تساعدك على فهم الوجهات.

الوهم المجيد للتوقعات المالية

التوقعات المالية تُعتبر من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها العديد من الشركات في خططها المستقبلية. المفهوم نفسه يتضمن محاولة تقدير الأداء المالي المستقبلي بناءً على بيانات وحقائق تم جمعها من الماضي. ومع ذلك، هذه العملية غالباً ما تُظهر كنوع من “التخمين الملبس” حيث يتطلب الأمر أكثر من مجرد الأرقام لإنتاج نتائج دقيقة. يجب على الشركات أن لا تكتفي بالبيانات الإحصائية، بل تحتاج أيضًا إلى تحليل العوامل التي تؤثر في تلك الأرقام. على سبيل المثال، قد تُظهر البيانات التاريخية أن مبيعات شركة ما قد نمت بنسبة 15% في السنوات القليلة الماضية. ولكن لفهم الدوافع وراء هذه الزيادة، مثل التغيرات في سلوك المستهلك أو الظروف الاقتصادية المتغيرة، هو الأساس لفهم المستقبل. العديد من الشركات تقع في فخ التركيز على ما هو أمامها من أرقام، بينما تتجاهل لماذا حدثت تلك الأرقام في الأساس.

أسلوب النسبة من المبيعات: بسيط مثل فنجان الشاي

يُعتبر أسلوب النسبة من المبيعات واحداً من أبسط طرق التوقعات المالية. يعتمد هذا الأسلوب على فرضية أن تكلفة معينة تمثل نسبة معينة ثابتة من المبيعات. على سبيل المثال، إذا كانت التكلفة المخصصة للسلع المباعة دائماً 30% من إجمالي المبيعات، يمكن للشركة استخدام هذا الرقم لتوقع نفقاتها المستقبلية. ومع ذلك، هذه الطريقة تتجاهل العديد من العناصر الأخرى التي يمكن أن تؤثر على النسبة. لو كان هناك تغييرات كبيرة في السوق أو في طلبات العملاء، فإن هذا الأسلوب لن يعكس الواقع بدقة. بعض الشركات قد تجد أن هذا أسلوب جذاب لأنه سريع وسهل، لكنه في النهاية قد يؤدي إلى توقعات خاطئة وبالتالي إلى قرارات نابعة من معلومات غير دقيقة.

الطريقة الخطية: لأن لماذا لا؟

تعد الطريقة الخطية شكلاً آخر من أشكال التوقعات التي تستخدم فرضية بسيطة مفادها أن الأداء السابق سيستمر بالاتجاه نفسه. على سبيل المثال، إذا ارتفعت المبيعات بنسبة 10% في العام الماضي، فإنه يُعتقد أن هذا النمو سيستمر بنسبة 10% بنفس النمط لعام آخر. هذه الطريقة تبدو مريحة، لكنها تتجاهل العديد من العوامل المتغيرة في البيئة الاقتصادية والتجارية. في عالم الأعمال، هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل النمو غير مستدام، مثل ظهور منافسين جدد أو تغيّر الاتجاهات الاجتماعية أو حتى الأزمات الاقتصادية. بسبب هذه العوامل المتغيرة، يمكن للطريقة الخطية أن تُخدع أي شركة تعتقد أن جميع الأشياء ستظل ثابتة.

المتوسط المتحرك: تلطيف الحواف الحادة

تستخدم طريقة المتوسط المتحرك لتقليل التقلبات الناتجة عن البيانات غير المنتظمة. أساس هذه الطريقة هو حساب متوسط الأداء على فترة زمنية محددة. بحيث يمكن رؤية الاتجاهات بوضوح أكبر بدلاً من التركيز فقط على الزيادات أو الانخفاضات المفاجئة. هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص في الصناعات التي تتميز بالتقلبات، مثل قطاع التجزئة خلال موسم الأعياد. ومع ذلك، رغم قدرتها على تقديم صورة أوضح عن الاتجاهات، فإنها لا تفسر أسباب التقلبات. لذلك، يعد الاعتماد على هذه الطريقة فقط تنقصه الدقة، لأنه لا يوفر السياق الضروري لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.

طريقة دلفي: دعونا نسأل الخبراء (أو نتظاهر أننا فعلنا)

تعتبر طريقة دلفي من الأساليب الكيفية للتنبؤ، وتعتمد على جمع آراء الخبراء في المجال. الهدف هو الوصول إلى توافق آراء حول الاتجاهات المستقبلية المرجحة. هذه الطريقة على الرغم من أنها قد تبدو معقدة، إلا أنها تواجه تحديات بسبب التحيزات البشرية وتأثير المجموعة. كما أن الآراء يمكن أن تتأثر بعوامل غير مرتبطة بالمعرفة المتخصصة، مثل تفضيلات الأفراد أو المشاورة خلال تناول الغداء. لا تزال هذه الطريقة مفيدة في الظروف التي تكون فيها البيانات الكمية نادرة أو عندما يتطلب الأمر خبرة عامة، لكن يجب التعامل مع النتائج بحذر وعدم الاعتماد الكامل عليها، حيث إنها تعكس فقط وجهات نظر الأفراد ولا تعكس بالضرورة الواقع.

البحث السوقي: فن فقدان فن السؤال

البحث السوقي يُعتبر من الأدوات الأساسية في عالم الأعمال اليوم، حيث يوفر رؤى مهمة حول احتياجات وتفضيلات العملاء. الفكرة هي بسيطة: اسأل عملاءك عما يريدون، وقد تتلقى إجابات مفيدة. لكن الباحثين يعرفون أن الإجابات قد تكون مضللة أحيانًا لأن المستهلكين قد يزعمون أنهم يريدون شيئًا ما، بينما في الواقع، قد يتصرفون بطرق مختلفة عندما يحين وقت الشراء. هذه الظاهرة تجعل من الصعب على الشركات اتخاذ قرارات قائمة على آراء المستهلكين فقط، مما يدعو المبتكرين إلى استخدام مزيج من الأبحاث الكمية والنوعية للحصول على صورة شاملة عن السوق وسلوك المستهلك.

تقبل عدم اليقين

في النهاية، يتطلب الفهم الحقيقي للتوقعات المالية مزيجًا من الأساليب الكمية والنوعية. لا بد أن توفر الأرقام مسارًا توجيهيًا، ولكن من الضروري أيضًا البحث عن السبب وراء تلك الأرقام. إذا كان هناك شيء يبدو جميلاً للغاية لدرجة يصعب تصديقها، فقد يكون كذلك. إن التوقعات ليست في جوهرها مجرد محاولة للتنبؤ بالمستقبل، بل هي تدريب على الاستعداد له. إذًا، لا تتردد في إجراء توقعاتك، ولكن تذكر دائمًا أن تسأل “لماذا”. هذا هو المكان الذي تكمن فيه القيم الحقيقية والمعرفة العميقة.

وهم التوقعات المالية

تعتبر التوقعات المالية من الأمور الأساسية التي تعتمد عليها معظم الشركات لتحليل أدائها المستقبلي وتوجيه قراراتها الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات لا تعدو كونها تقديرات مبنية على افتراضات قد تكون صحيحة أو خاطئة. رغم أهمية هذا التحليل في صنع القرار الإداري، فإن هناك خطراً كبيراً يحيط به، يتمثل في الاعتماد المفرط على البيانات التاريخية دون تفكير نقدي. يعتمد الكثير من الشركات على الأرقام الماضية كدليل حصري لتوقع ما سيحدث في المستقبل، لكن هذه الطريقة قد تكون مضللة. الشركات تحتاج إلى موازنة بين الأبعاد الكمية والكيفية لفهم الوضع بشكل أفضل، وذلك من خلال مزيج من البيانات وتحليل الأسباب وراء تلك الأرقام. هذا النهج قد يساعد على تقديم رؤية أعمق لمستقبل الأعمال بدلاً من الاقتصار على التنبؤ بالأرقام فقط.

طرق توقع الأداء المالي

هناك عدة طرق يمكن استخدامها في التوقعات المالية، وكل طريقة لها ميزاتها وعيوبها. من بين أسهل الطرق هي طريقة “نسبة المبيعات”، حيث تعتمد الشركات على نسبة ثابتة من المبيعات لتحديد التكاليف والنفقات المستقبلية. هذه الطريقة عملية، لكن قد تكون غير دقيقة بسبب تغير الظروف الاقتصادية والسوقية. على النقيض، يمكن أن توفر الطريقة “المتوسطة المتحركة” صورة أوضح للأداء المستقبلي من خلال تجانس البيانات على مدى فترة من الزمن. يقدم هذا الأسلوب فهماً أفضل للتوجهات طويلة الأجل، لكن العديد من الشركات تغفل عن أسباب تقلبات المبيعات التي قد تؤثر على دقة التوقعات.

المنهجية Delphi في التنبؤ

تعتبر المنهجية Delphi واحدة من الأساليب الكيفية في التوقع المالي، والتي تستند إلى جمع آراء مجموعة من الخبراء لتحليل المستقبل. هذا الأسلوب يمكن أن يكون مفيداً، خاصة في الحالات التي تفتقر فيها البيانات الكمية الدقيقة. يتمثل العبء في أن الخبراء أنفسهم عرضة للانحياز وقد تؤثر قراراتهم الجماعية على النتائج. ينبغي على الشركات أن تكون واعية لهذه الديناميكية وأن تأخذ ردود الفعل من الخبراء بعين الاعتبار ولكن بحذر. في النهاية، يمكن لهذه الأساليب أن توفر نظرة شاملة، لكن يجب عدم الاعتماد عليها بشكل كلي بهم فقط.

أهمية البحث السوقي

يعتبر البحث السوقي عاملاً حاسماً لفهم عملائك واحتياجاتهم. يمكن للشركات الصغيرة والناشئة الاستفادة من اقتباس ما يحتاجه العملاء مباشرة من خلال الاستطلاعات والمقابلات. ومع ذلك، تحمل هذه الطريقة عيباً رئيسياً أيضاً، حيث يميل كثير من الناس إلى عدم قول الحقيقة حول احتياجاتهم الفعلية، مما يجعل التنبؤات تستند إلى آرائهم المتغيرة وغير الدقيقة. لذا، ينصح بالتوازن بين ما يُقال وما يتم فعله، وتعزيز هذا البحث بالبيانات التحليلية لفهم العوامل التي تؤثر في السلوك الشرائي للعملاء.

احتضان عدم اليقين في التوقعات

في نهاية المطاف، يتجاوز النجاح في التوقعات المالية مجرد محاولة التنبؤ بالمستقبل. يتعلق الأمر بإعداد الشركات لمواجهة التحديات المقبلة وبناء استراتيجيات مرنة تعتبر الأبعاد المختلفة للبيانات. يتطلب الأمر شجاعة قبول عدم اليقين والقدرة على التكيف مع الأحداث غير المتوقعة. في كثير من الأحيان، تكون التوقعات النظيفة التي تبدو مذهلة هي الأكثر عرضة للفشل لأن الحياة بطبيعتها غير متوقعة. لذلك، من المهم حتى عند إنشاء التوقعات أن نتساءل “لماذا” وراء الأرقام، مما قد يساعد في استباق المشاكل وتخطيط مستقبل أكثر ديمومة ونجاحاً.

الوهم المجيد لتوقعات المالية

تُعتبر توقعات المالية من الأمور المهمة في عالم الأعمال، ولكنها في النهاية ليست أكثر من تنبؤات مصنوعة من افتراضات وأرقام. معظم الشركات تكافح في محاولة فهم المستقبل بدقة، ويبدو أن استخدامها للبيانات التاريخية غالبًا ما يجلب نتائج غير موثوقة. عندما تحاول الشركات تقدير أدائها المستقبلي، فإنها تُعطي الأولوية للأرقام والإحصائيات على الرغم من عدم فهم “لماذا” هذه الأرقام موجودة. حتى مع توافر البيانات، فإن الفهم العميق والتفسيرات المناسبة تبقى نقطة ضعف في استراتيجيات العديد من الشركات. تعتمد التوقعات المالية التقليدية على أساليب نمطية قد تُشعر بالراحة للعاملين، ولكنها تبقى غير دقيقة في ظل تقلبات السوق.

الشركات في الغالب تلوم الظروف الخارجية على العوامل المؤثرة في أدائها، ولا تُعطي حرية كافية لتحليل شامل لمسببات النتائج المالية. لذا، يُنصح بالتحول نحو التقييم متعدد الأبعاد، والذي يشمل التحليل الكمي والكيفي. عندما تبدأ الشركات في البحث عن الأسباب وراء بياناتها، فهي تبدأ في ملاحظة السيناريوهات المتنوعة، مما يساعد في تحسين الأداء الكلي.

أسلوب نسبة المبيعات: البسيط مثل كوب من الشاي

أسلوب نسبة المبيعات هو واحد من أسهل طرق التوقعات المالية، حيث يستند إلى افتراض أن نسبة معينة من المبيعات ستُستخدم في تغطية التكاليف. على سبيل المثال، إذا كانت تكاليف البضائع المباعة تمثل 30% من المبيعات تاريخيًا، فإنه يمكن للشركات الافتراض أن هذه النسبة ستظل ثابتة في المستقبل. لكن هذه الطريقة عوضًا عن أن تكون دقيقة، يمكن أن تكون خدعة بسيطة. فهي تعتمد على المعلومات التاريخية دون مراعاة التغييرات في السوق.

يمكن تشبيهه بالمراهنة على الطقس، في كون الجو مشمسًا البارحة يعني أنه سيكون كذلك غدًا. رغم أن هذه الطريقة توفر الراحة والسرعة، فإنها تعرض الشركات لمخاطر كبيرة، لأن الغيب الخاص بسوق متغير يستدعي تحليلاً أعمق وأكثر شمولية. الشركات التي تعتمد فقط على طريقة نسبة المبيعات لا تتوقع الفرق المحتمل المتولد من التحولات المفاجئة في الطلب أو المنافسة. وبالتالي، يجب أن تكون هذه الطريقة مؤقتة وليست الخيار الوحيد.

الطريقة الخطية: لأنه لماذا لا؟

الطريقة الخطية تعد واحدة من الطرق الأكثر بساطة في التنبؤ المالي، حيث تفترض أن النمو في العائدات سيستمر بنفس النسبة التي تحققها الشركة سنويًا. إذا زاد الدخل العام بنسبة 10%، يُفترض بشكل مفرط أن هذا الاتجاه سيستمر. بينما يضفي هذا أسلوب التأكيد والشعور بالأمان، إلا أن الحقيقة أن الأسواق تتغير باستمرار، ولا يمكن الاعتماد على خطوط مستقيمة لتحقيق نتائج دقيقة. ومع عدم وجود اعتبار للظروف الاقتصادية، فإن هذه التوقعات تكون بسيطة جدًا وتفتقر إلى العمق.

التحدي الأكبر يأتي عندما تبدأ النتائج في الانحراف عن التوجهات المتوقعة. الشركات التي تعتمد على هذا النوع من التوقعات غالبًا ما تُفاجأ عندما تسوء الأوضاع أو ينقلب السوق. من المهم إدراك أن هذه الطريقة تُسهل الأمور، لكنها لا تقدم صورة كاملة. لذا، يجب على الشركات الجمع بين التحليل الدقيق للبيانات والمتغيرات المؤثرة للتوصل إلى تقديرات أفضل.

المعدل المتحرك: تلطيف الحواف الخشنة

يعتبر أسلوب المعدل المتحرك أفضل قليلاً من الأساليب السابقة، فوحده يعمل على تضميد الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة. بدلاً من استخدام أرقام مفردة، يعتمد هذا الأسلوب على البيانات على مدى فترة زمنية معينة لتقدير الاتجاهات الحالية. إنه مفيد بشكل خاص للصناعات ذات التقلبات العالية، مثل تجارة التجزئة خلال العطلات أو شركات الطيران خلال الأزمات.

مع ذلك، لا يعد هذا الأسلوب مثاليًا. بالرغم من أنه يظهر الاتجاهات العامة، فإنه لا يكشف الكثير عن أسباب التغير. على سبيل المثال، إذا زادت مبيعات منتج معين بشكل مذهل، فهذا لا يعني دائمًا أن أداء المنتج سيكون جلدًا وثابتًا. من الضروري التفكير في ما يمكن أن يؤثر على هذه الأرقام، مثل تحسينات الخدمة أو الحملات الترويجية. بإجمال، يظل المعدل المتحرك طريقة شائعة ولكن يجب الاعتماد على أساليب أخرى لفهم الديناميات المعقدة للسوق.

طريقة دلفي: لنطرح السؤال على الخبراء

تمثل هذه الطريقة من التوقعات ثورة في طريقة التفكير التقليدية، حيث تعتمد على جمع آراء مجموعة من الخبراء وتوليد الإجماع بعد سلسلة من الجلسات. لكن تجدر الإشارة إلى أن الخبراء أنفسهم قد يكونون مضللين، مثل جمع آراء غير موثوقة من حياة يومية. على الرغم من أن الخبرة يمكن أن تكون مصدرًا مهمًا، إلا أن هذه الطريقة تعتمد أيضًا على حقائق ووجهات نظر يمكن أن تكون فيها آراء فردية.

تُستخدم هذه الطريقة عندما يكون هناك نقص في البيانات أو تغير دائم في السوق. يمكن أن تكون مفيدة في توجيه القرار، ولكن يجب أن تُعامل بحذر. إذ يُعتمد على تحاليل البيانات ومعرفة السوق جنبًا إلى جنب مع آراء الخبراء لتحقيق دقة أكبر. وهذا يبرز أهمية التنوع في المصادر المستخدمة في التنبؤ وتجنب التقليل من قيمة التحليلات الكمية.

البحث السوقي: فن فقد الاستفسار

البحث السوقي هو قاعدة جيدة للتوجه مباشرة إلى العملاء ومعرفة ما يريدونه حقًا. يعود إلى الضرورة الأساسية في عالم التجارة، حيث يتطلب عكس آراء العملاء على المنتجات والخدمات. ولكن، قد تكون الإجابات التي يقدمها العملاء ليست دائمًا دقيقة. الأشخاص غالبًا ما يميلون إلى إبداء آرائهم المثالية بدلاً من ما سيفعلونه فعلاً. يمكن أن تترك رؤية المبهر للشركات فريسة للقرارات غير الصحيحة.

لضمان النجاح في الاعتماد على بحث السوق، يجب أن يتم القيام بأبحاث شاملة تشمل التحليل الكمي والكيفي. إذ يتطلب الأمر فهماً ليس فقط لما يرغب فيه السوق، ولكن أيضًا فهم الاختلاف بين ما سيقوله العملاء وما سيفعلونه فعلاً. على سبيل المثال، قد يزعم شخص أنهم سيدفعون سعرًا أعلى في المنتجات المفضلة لديهم، ولكن عند الجد، يفضل الكل التوجه إلى الأسعار الأقل. لذا، يعتبر البحث السوقي أداة أساسية لكنه يتطلب فطنة ودقة.

احتضان عدم اليقين

الخطوة الأخيرة هي فهم أنه لا توجد طريقة واحدة لتوقع السوق. يُنصح بدمج الأساليب الكمية والكيفية للحصول على رؤية شاملة. استخدام الأرقام للخرائط العامة وليس للقرارات المعتمدة عليها فقط. وصحيح، كلما كان هناك ضغط للمضي قدمًا وتحقيق توقعات مثالية، يكون تعاون الفرق لتحليل البيانات والذي يساعد في إدراك الحقائق خلف الأرقام.

في الختام، استراتيجيات التنبؤ تتطلب استجابة ديناميكية وفهم للإشارات السفلية للسوق. وعندما يُقدر الأشخاص في كل مستوى للعمل، يمكن أن تتنبأ الشركات بشكل أفضل بالمستقبل وتستعد لمواجهة التغيرات. لهذا، من المهم جدًا أن نسأل “لماذا”، لأن الإجابات على هذا السؤال تحمل السحر الحقيقي للتسويق والأعمال. لذا، تُعد توقعات المالية أكثر تعقيدًا من المتوقع وتتطلب تحليلاً مستمرًا ورؤية دورية لمعدل الربحية والنمو.

فن توقعات المالية: الوهم المجيد

تعتبر توقعات المالية واحدة من العناصر الأساسية التي تعتمد عليها الشركات، ولكن يكفي أن نقول إنها تجسيد رائع لما يمكن تسميته “شر لا بد منه”. فبينما تبدو هذه التوقعات كأداة مهمة في الاجتماعات والمديرين، فهي غالبًا ما تكون مجرّد تنبؤات ملبسة بسياق رسمي. في عالم الأعمال، تتطلب توقعات المالية جمع المعلومات، تحليل البيانات، ورسم الاستنتاجات، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون هذا مجرد ممارسة لملء المجلدات دون تأثير حقيقي. على سبيل المثال، تقوم الشركات غالباً بعقد اجتماعات لتوقع الأرباح بناءً على أداء السنوات الماضية، مع وضع افتراضات غير موثوقة للمستقبل.

في نهاية المطاف، ينتهي الأمر بالكثير من هذه التوقعات إلى كونها غير موثوقة، مثل وعد شركة الإنترنت بإصلاح مشكلة الاتصال. لذلك، لا بد من التذكير بأن اتخاذ الخطوات اللازمة للوصول إلى نتائج موثوقة يتطلب البحث الصادق في البيانات والتخلي عن تلك الافتراضات السخيفة. وهذا يتطلب من الشركات مزيدًا من الجهد ولجوءًا إلى التعليم والتدريب، مثل الحصول على ماجستير في المحاسبة عبر الإنترنت، لفهم الأساليب والعمليات المعقدة للتوقعات المالية.

طريقة نسبة المبيعات: بساطة كتفاحة في الشجرة

تعتبر طريقة نسبة المبيعات واحدة من أبسط الطرق للتوقعات المالية. إذا كنت من محبي التنظيم والترتيب، فستجد هذه الطريقة مثالية لك. الفكرة وراء هذه الطريقة بسيطة: افترض أن نسبة معينة من مبيعاتك ستذهب إلى التكاليف، واستمر في استخدام ذلك الافتراض في عملياتك المالية. إذا كانت التكاليف على السلع المباعة دائمًا 30% من المبيعات، إذن فلما لا نستمر في الاعتقاد بأن هذا هو الحال؟

ومع ذلك، يطرح البعض سؤالاً شائكًا: أليس هذا نوعًا من الكسل؟ النصيحة بسيطة هنا: نعم، مئة بالمئة. تعتبر هذه الطريقة بشكل من الأشكال اعتمدًا على فرضيات غير دقيقة، مشابهتًا لشخص يفترض أن الطقس سيكون مشمسًا لأنه كان كذلك في اليوم السابق. وفي الرغم من ذلك، تبقى تلك الطريقة محببة لدى كثير من المدراء، إذ يمكن أن تعطي انطباعًا بأنها مقبولة على الأقل ولست بحاجة للخوض في تفاصيل إضافية.

لنفترض أن أحد المصانع توقع أن تظل تكاليف المبيعات كما هي لمدة عام آخر استنادًا لتاريخها السابق. في الواقع، قد تتأثر تلك التكاليف بعوامل متعددة مثل الظروف الاقتصادية، تغيرات في أسعار المواد الخام، أو حتى التضخم الذي يؤثر على القدرة الشرائية.

الطريقة الخطية المباشرة: لأنها السبب الضريبي

تمثل الطريقة الخطية المباشرة إحدى أبسط طرق التوقع، حيث يعتمد الشخص على نسبة معينة من النمو المالي، بناءً على الأداء السابق. على سبيل المثال، إذا زادت إراداتك بنسبة 10% في العام الماضي، ستفترض أن هذا النمو سيستمر بنفس المستوى في العام المقبل. يبدو الأمر سهلًا، أليس كذلك؟ إلا أنه يحمل معه مخاطرة كبيرة بالاعتماد عليه.

الطريقة تجذب كثيرًا من الشركات لأنها تعد توقعًا جيدًا وبسيطًا، تقدم طموحات عالية وتبدو متفائلة. ولكنها في الواقع قادرة على تظليل المديرين ومديري المالية بشأن الأوضاع الحقيقية. كثيرًا من المديرين يفضلون التوقعات التي تُبدد المخاوف وتقدم لهم رابطة نفسية للتحكم في مجريات الأمور. لكن بالطبع، السيطرة على الأمور ليست في يديهم، والواقع غالبًا ما يتحدى هذه الافتراضات.

المتوسط المتحرك: تذويب الحواف الحادة

تُعتبر تقنية المتوسط المتحرك مسارًا أكثر تفهمًا وتحفزاً للأعمال. فكرة تلك الطريقة هي ببساطة أخذ متوسط البيانات على فترات زمنية معينة لتقليل التأثيرات العالية والمنخفضة في النتائج الفصلية. هذه الطريقة تُعتبر مفيدة بشكل خاص في بيئات الأعمال التي تعاني من تقلبات ملحوظة، مثل الأعمال التجارية الموسمية كالمتاجر في موسم الأعياد أو شركات الطيران خلال الأوبئة.

يكون الهدف هنا هو تقديم رؤية أكثر وضوحًا عن اتجاهات الأداء، غير أن كشوف المتوسط المتحرك لا تمثل دائمًا السبب وراء التقلبات في الأداء. فالكثير من المديرين يقبلون بهذا النوع من المسارات، غير أنهم قد ينسون أهمية فهم الأسباب الحقيقية وراء تلك الأرقام. بينما يمكن أن تعطيك هذه التقنية فكرة عامة عن السياق، يبقى تحديد “لماذا” هو الأمر الأكثر أهمية في تحليل الأداء وعمليات اتخاذ القرار.

طريقة دلفي: لنستفسر من الخبراء (أو نتظاهر بأننا فعلنا)

تتميز تقنية دلفي بجمع مجموعة من الخبراء، وعادةً ما يتم استخدام هذه التقنية في التوقعات النوعية. تعمل هذه التقنية على جمع آراء الخبراء حول الأحداث المستقبلية بشكل دوري حتى الوصول إلى نوع من الإجماع. الخطر الحقيقي هنا هو توجيه التأثيرات والتحيزات التي يمكن أن تأتي من نفس المجموعة، في بعض الأحيان تُوجد نتيجة تدل على توافق الآراء التي قد لا تعكس الواقع بشكل دقيق.

بينما قد يُعتبر هذا النهج مفيدًا في حالة عدم توافر بيانات غزيرة، فإنه يعتمد بشكل كبير على مجموعة من الأشخاص قد يكونون ليسوا على دراية خارج مجالهم أو حتى قد يتأثرون بأحداث خارجية أو خصائص تتعلق بالشخصية. لذلك، من المهم أن نتعامل مع هذه التوقعات بحذر، لأن النتائج الناتجة ليست سوى تمثيل غير كامل للسيناريوهات المتاحة.

أبحاث السوق: فن فقدان فن الاستفسار من الناس

تُعتبر أبحاث السوق واحدة من أقدم وأبسط الطرق للحصول على معلومات حقيقية حول احتياجات العملاء. عبر الاستفسار عن رغبات وتوجهات المستهلكين، يمكن للمديرين جمع بيانات مفيدة حول السوق. ومع ذلك، يجب أخذ الحذر أن الناس قد لا يقولون ما يفكرون فيه دائماً، بل قد يقدمون آراءً تتماشى مع ما يعتقدون أنه صحيح أو ما ينبغي عليهم قوله.

المزج بين البيانات المجتمعية والتجريبية يُعد إحدى الوسائل المثلى للاستخدام في أبحاث السوق. فعندما تقوم شركة ناشئة بالتوجه إلى جمهورها المستهدف، يجب عليها أن تكون مرونة وتعتمد على المشاعر والحقائق الواردة مباشرة من المستهلك، وليس مجرد افتراضات. الأمر هنا يمكن أن يرفع من مستوى المعرفة حول مستجدات السوق، ولكن ينبغي الحذر، فلا تعتمد على البيانات فقط دون تحليل الأسباب الكامنة وراءها.

احتضان عدم اليقين: كيف تستعد للمستقبل

في نهاية المطاف، تكمن أهمية التوقعات المالية في المزج بين طرق التوقع الكمي والنوعي. إن استخدام البيانات لإعداد خريطة عامة، مع عدم التغاضي عن الأسئلة المتعلقة بالسبب وراء تلك البيانات، يمثل المحور الأساسي للنجاح. إن عدم اليقين هو أكثر من مجرد جزء من التوقعات، بل هو عنصر حيوي يدفع الشركات نحو التحسين والتطوير.

إن أسهل شيء هو الاعتماد على المعلومات التي تظهر حالات تعرضت للأرباح أو الخسائر. لكن لا بد للمدراء أن يحتضنوا فكرة أن التغيير جزء لا يتجزأ من عالم الأعمال. واستراتيجيات التوقع التي تتواجد فيها تساؤلات وتحليل مستمر تعتبر بحرًا عميقًا من الفهم الذي يتيح للشركات التفوق على منافسيها.

خداع التوقعات المالية

التوقعات المالية تمثل نوعاً من التقدير الذي تستخدمه الشركات لتحديد الأداء المالي المتوقع في المستقبل. ولكن، الحقيقة المؤسفة هي أن معظم هذه التوقعات تعتمد على مجموعة من الافتراضات التي قد تكون مضللة في كثير من الأحيان. التفكير في التوقعات المالية كفن يمثل خطأ شائع. في عالم الأعمال، تُعتبر التوقعات ضرورية لكنها غالبًا ما تُصبح مجرد تخمينات مدرعة بالبيانات. مثال على ذلك هو اعتماد الشركات على أداء المالي الماضي لإصدار توقعات لمستقبلها، دون أخذ في الاعتبار العوامل المتغيرة في السوق.

ومع ذلك، يُنظر إلى هذه العملية على أنها ضرورة تحتمها إدارة الشركات. يرغب المدراء في تقديم تقديرات تعزز من ثقة المساهمين ولكنهم في الوقت نفسه خائفون من التقلبات المحتملة في الأسواق. بالتالي، ينشأ نوع من الخداع الذاتي حيث يتصور الناس أن التوقعات يمكن أن تكون دقيقة وقابلة للتحقيق مثل الأرقام نفسها. ومع ذلك، يبقى السؤال: كيف يمكننا معالجة تحديات التوقعات المالية بشكل أكثر فعالية؟

طريقة النسبة المئوية من المبيعات: ببساطة

تُعتبر طريقة النسبة المئوية من المبيعات واحدة من أسهل طرق التوقعات المالية. الفكرة بسيطة جدًا: تُحدد شركة ما أن نسبة معينة من المبيعات ستذهب نحو التكاليف وتستخدم هذه النسبة لتقدير المصاريف المستقبلية. على سبيل المثال، إذا كانت تكلفة البضائع المباعة تُمثل 30% من المبيعات، يُفترض أن هذه النسبة ستظل ثابتة في المستقبل.

لكن، تظهر المشكلة هنا بسرعة. هذه الطريقة تفتقر إلى المعالجة الدقيقة للبيانات والتغيرات المحتملة في السوق. في حال حدوث تغييرات كبيرة في الأداء مثل ركود اقتصادي أو زيادة في تكلفة الإنتاج، قد تبدو التوقعات المبنية على هذه الطريقة غير دقيقة تمامًا — لكن بالنظر إلى مدى سهولة هذا الأسلوب، فإن العديد من المديرين يستمرون في استخدامه. حتى الحالة النفسية وراء البيانات تجعل التوقعات تبدو أكثر جدوى، خاصة عندما لا يكون هناك دافع قوي للبحث عن القيم الحقيقية صحتها.

طريقة الخط المستقيم: أسلوب سهل ولكنه مضلل

تشير طريقة الخط المستقيم إلى أسلوب يستخدم النمو الثابت في الإيرادات كمؤشر للتوقعات المستقبلية. فإذا نمت الإيرادات بنسبة 10% في العام الماضي، يُفترض أنها ستنمو بنفس النسبة في السنة المقبلة. هذه الطريقة تعتبر مريحة لأنها تجعل الأمور تبدو أكثر وضوحًا وتوقعًا.

على الرغم من بساطة هذه الطريقة، إلا أن الواقع يختلف تماماً. فلا يأخذ هذا الأسلوب بعين الاعتبار مجموعة واسعة من العوامل، مثل تغير تفضيلات العملاء أو الظروف الاقتصادية. وعندما يتراجع الأداء الفعلي عن الخط المستقيم، غالبًا ما تتفاجأ الشركات بذلك، كما لو كان الوضع قد تغير فجأة. يجب التعامل مع هذا الأسلوب بحذر لأنه في كثير من الأحيان لا يعكس الواقع بشكل صحيح.

المتوسط المتحرك: الفوائد والقيود

تعتبر طريقة المتوسط المتحرك خيارًا أكثر تعقيدًا مقارنة بالطريقتين السابقتين. تقوم هذه الطريقة عبر أخذ عدد محدد من الفترات الزمنية وتقدير المتوسط، مما يساعد في تلطيف التقلبات في البيانات. يُستخدم المتوسط المتحرك بشكل خاص في Industries تواجه تقلبات مستمرة، مثل تجارة التجزئة في فترات العطلات أو شركات الطيران أثناء الأزمات.

ولكن، يجب أن نتعامل مع هذه الطريقة أيضًا بحذر. فهي ليست مثالية، بل تُظهر مجرد اتجاهات عامة دون تفسير الأسباب وراء حدوث التقلبات. تُعتبر هذه الطريقة مثل آلية للطهي حيث تُخفّف من النكهات الحادة، لكنها لا تشرح كيف يمكن أن تؤثر هذه النكهات على الطبق النهائي.

طريقة دلفي: الاعتماد على الخبراء

تعتمد طريقة دلفي على تجميع الآراء من مجموعة من الخبراء في مجال معين، مما يعطي انطباعًا بأن التوقعات تقوم على أساس علمي وموثوق. تصدر تنبؤات مستقبلية بعد سلسلة من الاستبيانات والمناقشات بين هؤلاء الخبراء حتى يتم الوصول إلى توافق في الآراء. لكن، يجب ملاحظة أن الخبراء يمكن أن يكونوا متأثرين بالتحيزات والآراء المختلفة، ولا يمكن الاعتماد عليهم بالكامل لتوجيه السياسات.

تُعتبر هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص عندما تكون البيانات كمصدر محدود. قد تُعطي هذه النقاشات لمحة عن كيف يمكن أن تتجه الأمور، لكنها تحتاج دائماً إلى سياق أوسع لفهم ما يحدث بالأرقام. خصوصًا إن أخذنا في الاعتبار الطبيعة البشرية، كالحاجة للأكل أو التأثيرات الثقافية.

أبحاث السوق: خسر الفن في طرح الأسئلة

أبحاث السوق تُمثل أحد الجوانب الأساسية التي يمكن أن تُسهم في اتخاذ قرارات مدروسة. عندما تُسأل الشركات عملاءها عن احتياجاتهم، يمكن أن تُعطى لمحة عن الاتجاهات الحالية. ومع ذلك، الأمر ليس مشابهاً دائمًا لما قد يبدو. بعض الناس قد لا يقولون ما يشعرون به أو حتى ما يريدونه حقًا، بل قد يُعبرون عما يعتقدون أن المجتمع أو البيئة من حولهم يتوقعونه منهم.

تتمثل صعوبة أبحاث السوق في استخدام البيانات بشكل فعال، على الرغم من أنها تُعتبر ضرورية لجميع الأعمال الناشئة. إن اعتماد الشركات على تعزيز فهم العملاء وتفضيلاتهم قد يكون مفيدًا، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ما يتم جمعه من بيانات ليس نهائيًا، بل هو مجرد جزء من الصورة الكاملة. يجب على الأفراد باستخدام مثل هذه الأبحاث أن يكونوا دقيقين وحذرين، ومتفهمين لوجود مسافة واضحة بين ما يتوقعه السألون وما يحدث في الواقع.

احتضان عدم اليقين في التوقعات المالية

من الضروري أن يتم التأكيد أخيرًا على أهمية الجمع بين الأساليب الكمية والنوعية في التوقعات المالية. الأرقام ليست كافية وحدها — بل يتطلب الأمر فهمًا لسبب تلك الأرقام. في أوقات التحولات الاقتصادية أو سلوك المستهلك المتغير، يصبح من الضروري للشركات أن تعيد تقييم كيف تقوم بالتنبؤ بالأداء مستقبلاً.

التعامل مع عدم اليقين هو من التحديات التي تواجهها الشركات، وبالتالي يجب أن يكون الوضع في الاعتبار الفهم العميق لما يعكسه الواقع. من المهم أن تسأل الشركات “لماذا” وليست فقط “ماذا”. هذه الأسئلة يمكن أن تتطلب حوارًا مفتوحًا بين جميع التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لخلق سياق لفهم أفضل التوقعات. بدون شك، التنبؤ المالي يتجاوز الأرقام وما تقوله، بل يتطلب أيضًا فهماً أعمق للأسباب التي تقف وراء ذلك.

الأوهام المجيدة للتنبؤ المالي

التنبؤ المالي يُعتبر ضروريًا في عالم الأعمال، لكنه في الواقع يمثل نوعًا من التخمين المتأنق الذي يصعب الاعتماد عليه. يتعين على الشركات أن تعترف بأن التنبؤ ليس دائمًا دقيقًا، بل هو جهد يشمل الكثير من الافتراضات والمخاطر. المعادلات تستخدم لتحليل الأداء السابق، لكن هذا ليس كافيًا لتحقيق نجاح مستدام. على الرغم من أن العديد من الشركات تستخدم الأساليب التقليدية مثل الانحراف المعياري وطرق المبيعات، فإن النتائج غالبًا ما تكون غير دقيقة بعد فترة. الفكرة هي أن هذه الطرق قد تبدو مطمئنة، لكنها لا تتعامل مع العوامل الكامنة وراء هذه التذبذبات.

عندما نتحدث عن التنبؤ المالي، يجب أن نكون واعين لمسألة خفية: كم من البيانات التي تجمعها الشركات تعكس واقع السوق المتغير؟ الشركات تميل إلى التركيز على الأرقام وتجاهل السياق. في بعض الأحيان، يمكن أن تعطي الأرقام صورة إيجابية خادعة، ولكن في النهاية، الأرقام لا تعبر عن المشاعر أو التوجهات الاجتماعية. لذا، فإن العبرة تكمن في فهم “لماذا” وليس فقط “ماذا”. يتعين على الشركات أن تغوص أعمق في تحليل بياناتها لكشف الأنماط التي قد تفوتها.

طريقة النسبة المئوية للمبيعات: بسيطة كما فنجان الشاي

تعتمد طريقة النسبة المئوية للمبيعات على فرضيات بسيطة، حيث يستند هذا النموذج إلى أن نسبة محددة من المبيعات ستذهب نحو التكاليف. افترض أن تكاليف السلع المُباعة دائمًا ما تمثل 30% من المبيعات، فيقوم المحللون الافتراض بأن هذه النسبة ستظل ثابتة في السنوات القادمة. هذا الأسلوب سهل التنفيذ ولكنه يحمل مخاطر كبيرة، حيث يتجاهل التغيرات في السوق والعوامل المسببة التي قد تؤثر على العلاقة بين المبيعات والتكاليف.

الكثير من الشركات تجد الراحة في استخدام هذه الطريقة لأنها تقلل من الحاجة لمعلومات إضافية وتسمح بتحليل سريع. على الرغم من سهولة الاستخدام، وجودها المتواصل في استراتيجيات التنبؤ يعكس إهمال للمخاطر المحتملة. بالشكل العام، الأشخاص يدركون أنها لا تعكس الواقع بشكل صحيح، ولكنها تعطي إحساسًا زائفًا بالتحكم.

الطريقة المستقيمة: لماذا لا؟

تُعتبر الطريقة المستقيمة نوعًا من المبالغة، حيث تفترض أن النمو سيستمر بنفس العوامل على مر الزمن. إذا حققت الشركة نموًا بنسبة 10% في السنة الماضية، يفضل بعض المحللين الافتراض أنه سيكون هناك نفس النمو في العام المقبل. مثل هذه الفرضيات تُعتبر خطيرة، حيث تفتقر إلى المرونة وتغفل ظروف السوق المتغيرة، مما قد يؤدي إلى تقدير مبالغ فيه أو ناقص للقيمة الحقيقية.

غالبًا ما يكون حديث العمل عن هذه الطريقة محفزًا نفسيًا إيجابيًا، حيث يشعر الجميع بالمزيد من التفاؤل. لكنها، مثلها مثل التنبؤات الأخرى، تتطلب تأملًا وتقديرًا وتكيفًا دائمًا. وليست هناك علاقات خطية وضمانات ثابته في عالم متغير وحتى باحتمالية عالية قد تضيع الشركات في بساطة نماذجها.

المتوسط المتحرك: تهدئة الحواف الحادة

تُعتبر طريقة المتوسط المتحرك إجراءً أكثر تعقيدًا حيث هي مصممة لتحسين دقة التنبؤ. تقوم هذه الطريقة على أساس تحليل البيانات عبر فترة زمنية معينة للحصول على صورة أكثر استقرارًا للأداء. هذا النموذج يعالج التقلبات اللحظية التي قد تعكس ظروف السوق غير المستقرة ويعطي نظرة أوضح على التوجه العام.

تعتبر هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص في الصناعات التي تتميز بالتغيرات الموسمية مثل قطاع التجزئة، حيث قد تكتسب البيانات خلال العطلات أهمية خاصة. لكن يُعزى أحد أوجه قصور هذه الطريقة أيضًا إلى عدم قدرتها على تقديم تفصيل دقيق للأسباب الجذرية وراء التغيرات.

طريقة ديلفي: لنطرح مستوى الخبراء

تذهب طريقة ديلفي إلى مكان آخر تمامًا، حيث تجمع مجموعة من الخبراء لتعزيز التنبؤات من خلال استخدام آرائهم. يتبع هذا الأسلوب فكرة الجمع بين وجهات نظر متعددة من الأشخاص الذين قد يتمتعون بخلفيات مختلفة ولكن لديهم اهتمام مشترك، ولكن هناك عواقب. إن العنصر البشري يأتي مع حصة من التحيزات والمفاهيم الخاطئة. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يكون وجود طريقتين مفيدتين جدًا في سيناريوهات معينة حيث تكون البيانات محدودة.

تحتل طريقة ديلفي مكانة جيدة بين المتخصصين عندما يتعلق الأمر بالتحديات المعقدة. يمكن أن يكون لها فوائد إيجابية في وضع المزيد من الأفكار والمعلومات في الاعتبار، مما يجعلها من الأساليب الأفضل للتنبيه للمشاكل المستقبلية. يستند مفهوم هذه الطريقة إلى تفهم أن التحليل الفردي يمكن أن يكون محددًا، ولكن التعاون بين الخبراء يأتي بفائدة أكبر.

أبحاث السوق: الفن المفقود لطرح الأسئلة

تُعتبر أبحاث السوق من أبرز الاستراتيجيات القديمة التي يمكن أن تعطي غيرها من الأساليب قيمة كبيرة. فهي تعتمد على استبيانات ومعرفة رأي العملاء حول احتياجاتهم وتوجهاتهم. ومع ذلك، فإن أبحاث السوق ليست خالية من العيوب. في بعض الأحيان، يُمكن أن تكون المدخلات شديدة التأثير؛ إذ أن الناس غالبًا ما يقولون ما يعتقدون أنه الجواب الصحيح بدلاً من الإجابة عن ما يريدونه حقًا. بينما يساعد الاستطلاع والمراجعات أو حتى المحادثات الأفراد على فهم احتياجات عملائهم بدقة، دائما ما يكون هناك مجال للحذر.

تتطلب أبحاث السوق البحث والدراسة العميقة، ويفترض أن المنظمات التي تسعى وراء هذا النموذج من المعرفة ستماشيه بإجراءاتها الخاصة. بينما يمكن الحصول على بيانات حقيقية من السوق، فرضيات تحييد المعلومات لا تزال موجودة. يجب أن يكون لدى الشركات استراتيجية جيدة جارية لتحليل البيانات المستمدة من أبحاث السوق لإنتاج نتائج ناجحة.

احتضان عدم اليقين

التنبؤ الجيد لا يقتصر على استخدام طريقتين من التحليل الكمي والنوعي فقط بل يتطلب أيضًا إدراك عدم اليقين الذي يحدث في السوق. تعكس التنبؤات الصحيحة صورةً خالصةً لما قد ينتج عن ظواهر سلوكية ومعوقات بيئية وتغيرات في السوق، مما يؤدي إلى ضرورة فهم العوامل الدافعة وراء الارقام التي يتم تحصيلها. الرغبة في النجاح تتطلب جهداً مستمراً للتخطيط والاستعداد لمواجهة العوامل غير المتوقع حدوثها.

في النهاية، يجب أن يدرك الممارسون أن السعي خلف الأرقام وحدها ليس كافيًا. الفهم العميق للأسباب الكامنة وراء الأرقام يمكن أن يفتح المجال لاستراتيجيات أكثر فعالية وقدرة على التكيف. المطلوب هو أن تتجاوز المؤسسات سطح الأرقام وتطرح تساؤلات عميقة تساعد في التوصل إلى استنتاجات مثمرة، وتجعلها في الصدارة عند تنفيذ أي نوع من العمل النظري أو العملي.

فهم عدم اليقين في التنبؤ المالي

عند النظر في كيفية تحقيق التنبؤ المالي بشكل دقيق، ينبغي أن نفهم أن الأمر ليس مجرد معالجة للبيانات والأرقام، بل هو عملية تتطلب التفكير النقدي والتحليل المتعمق. يعتمد العديد من المؤسسات على الأساليب الكمية والتاريخية للتنبؤ بالمبيعات والأرباح المستقبلية، ولكن هذا الأمر قد يكون مضللًا إذا لم يتم أخذ العوامل المؤثرة في الاعتبار. هناك حاجة للتوازن بين الأساليب الكمية والكيفية، حيث توفر الأرقام خريطة تقريبية لكن من الضروري دائماً أن نسأل: لماذا تحمل هذه الأرقام المعينة القيم التي تملكها؟

على سبيل المثال، قد يبدو أن اتجاهات المبيعات تتزايد باستمرار، لكن علينا أن نبحث عن الأسباب وراء ذلك: هل هناك تغيرات في السوق؟ هل تم إدخال منتجات جديدة؟ كيف تؤثر الظروف الاقتصادية على سلوك المستهلك؟ كل هذه الأسئلة تساعدنا في فهم الصورة الأوسع، وضمان أن يبقى التنبؤ في شكل استباقي بدلًا من أن يكون مجرد رد فعل لما حدث من قبل.

طرق التنبؤ المالي: المفاهيم الأساسية

توجد عدة طرق تقليدية تستخدمها الشركات في تنبؤاتها المالية. من بين هذه الطرق، نجد طريقة النسبة من المبيعات، وطريقة الخط المستقيم، ومتوسط الحركة، وطريقة دلفي. كل واحدة من هذه الأساليب لها مزاياها وعيوبها، ومن المهم معرفتها جيدًا. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي استخدام طريقة واحدة إلى نتائج مضللة، لذلك من الحكمة الجمع بينها لتحقيق النتائج الأكثر دقة.

طريقة النسبة من المبيعات بسيطة وتفترض أن نسبة معينة من المبيعات ستذهب إلى التكاليف. ورغم سهولتها، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى تنبؤات غير دقيقة إذا كانت هناك تغييرات كبيرة في السوق. من ناحية أخرى، طريقة الخط المستقيم تعتمد على فكرة أنه إذا زادت الإيرادات بنسبة معينة في العام الماضي، فإنها ستفعل ذلك في العام المقبل أيضًا. مرة أخرى، هذه الطريقة قد تكون مضللة، خاصة في بيئة ديناميكية.

إعادة التفكير في نماذج التنبؤ الكمي

الأدوات الكمية مثل المتوسط المتحرك تقدم طريقة أكثر تعقيدًا ومرونة، إذ تساعد على تقليل التذبذبات التي يمكن أن تسببها الأحداث قصيرة الأجل. غالبًا ما تستخدم هذه الطريقة في الصناعات التي تعاني من تقلبات كبيرة مثل البيع بالتجزئة خلال موسم الأعياد. ومع ذلك، يجب على المحللين أن يكونوا حذرين لأن هذه الأدوات لا تقدم تفسيرات عن أسباب تلك التغيرات. لذا، الأمر يدعو إلى التعاضد مع الأدوات الكيفية مثل بحث السوق أو الأساليب التنبؤية كطريقة دلفي.

طريقة دلفي، التي تعتمد على آراء مجموعة من الخبراء في مجالات معينة، توفر رؤى قيمة، لكن تعتمد على تطلعات هؤلاء الخبراء وقد تكون معرّضة للتحيزات الفردية أو الجماعية. في عالم تتغير فيه المعطيات باستمرار، قد تأتي هذه الآراء مع فائدة كبيرة أو قد تؤدي إلى نتائج غير دقيقة إذا لم يتم الاعتناء بمعالجة الجوانب المختلفة للعوامل المؤثرة.

أهمية البحث السوقي وفهم العملاء

البحث السوقي يعدّ أحد أهم الأدوات المتاحة للمؤسسات لفهم ما يحتاجه العملاء بشكل فعلي. لكن يجب توخي الحذر، لأن نتائج الأبحاث تعتمد على كيفية طرح الأسئلة. أحيانًا، يميل المستهلكون إلى تقديم إجابات “مثالية” بدلاً من أجوبتهم الفعلية. فالشركات بحاجة إلى تلك البيانات الحقيقية لتوجيه استراتيجياتها بدقة.

كمثال على ذلك، إذا كنت تبدأ مشروعًا تجاريًا جديدًا، فمن المهم إجراء أبحاث سوق متعمقة لفهم احتياجات ورغبات عملائك. هذه البيانات يمكن أن تكون بمثابة طريق للنجاح في البيئات التنافسية. يتطلب الأمر وضع استراتيجيات مناسبة بناءً على سلوك المستهلكين، بدلاً من الاعتماد الكلي على الأرقام التاريخية التي قد لا تعكس الوضع الحقيقي.

القبول بعدم اليقين: الاستعداد للمستقبل

في نهاية المطاف، يميل التنبؤ إلى أن يكون أقل حول محاولة التنبوء الدقيق بالمستقبل وأكثر حول الاستعداد له. التقبل بأن العالم مليء بالمتغيرات هو ما يمنح الشركات القدرة على التكيف والاستجابة السريعة للتغيرات. إن أسئلة مثل “لماذا يتمثل هذا الاتجاه؟” و “كيف يمكن أن نكون مستعدين للتغيرات المقبلة؟” هي ما يميز المحللين الناجحين عن الآخرين الذين يركزون فقط على ما تعنيه الأرقام. الجمال الحقيقي في التنبؤ يكمن في الاستعداد، وليس في محاولة السيطرة على كل جزء من المعادلة.

رابط المصدر: https://www.businessblogshub.com/2024/09/predicting-market-fluctuations-methods-and-techniques/

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *