!Discover over 1,000 fresh articles every day

Get all the latest

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.

ملخص لحلقة: مع الرئيس التنفيذي لهيئة التراث | بودكاست سقراط

تدور هذه الحلقة من البودكاست حول التراث السعودي وأهميته في سياق رؤية السعودية 2030. يستضيف عمر الجريسي الدكتور جاسر الحربش، الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، حيث يتناولان التاريخ الطويل للهيئة وتطورها من عام 1960 حتى تأسيسها الرسمي في 2020. يناقش الضيفان أهمية حماية الآثار والتراث العمراني والغير مادي، إضافةً إلى التحديات التي تواجهها الهيئة في هذا المجال.

تتناول الحلقة أيضًا تساؤلات الجمهور حول كيفية إعادة ربط الجيل الجديد بتراثهم، وكيف يمكن للهيئة أن تسهم في الحفاظ على هذا التراث. يتحدث الدكتور الحربش عن جهود الهيئة في تسجيل المواقع الأثرية، ويشير إلى أن هناك ما يقرب من 8700 موقع مسجل، مما يعكس التقدم المحرز في هذا السياق. كما يسلط الضوء على أهمية تعزيز الوعي العام حول التراث الثقافي، مشيرًا إلى دور التقنية في تسهيل هذه العملية.

الموضوعات التي تم تناولها تشمل التحديات المتعلقة بالتراث العمراني، حيث يتم مناقشة كيفية التعامل مع المباني التاريخية وتسجيلها. كما تم التطرق إلى التراث غير المادي والحرف اليدوية، وضرورة الحفاظ عليها وتوثيقها بشكل مناسب. خلال الحوار، يتم تسليط الضوء على أهمية مشاركة المجتمع في جهود الحفاظ على التراث، وضرورة وجود وعي جماعي بأهمية هذا التراث للأجيال القادمة.

تاريخ التراث وآثاره في السعودية

تاريخ التراث في السعودية يمتد لآلاف السنين، حيث تُعتبر المملكة موطناً للعديد من الحضارات القديمة، بدءاً من الحضارة النبطية، مروراً بالأنباط إلى الحضارات الإسلامية التي تركت بصماتها في مختلف المناطق. مع تزايد الاهتمام بالتراث الثقافي، وُجدت هيئات متعددة تهتم بحماية الآثار وتوثيقها، حيث تم تأسيس هيئة التراث في عام 2020، ولكن تاريخ العمل في هذا المجال يعود إلى الستينات. منذ ذلك الحين، تم تطوير استراتيجيات متعددة لحماية التراث وتسجيل المواقع التاريخية المهمة. وقد تم تسجيل أكثر من 8,700 موقع أثري حتى الآن، مما يعكس الجهود المبذولة للحفاظ على هذه المواقع المهمة.

إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه الهيئة هي كيفية حماية الآثار من التهديدات المختلفة، سواء كانت طبيعية أو بشرية. وفي هذا السياق، يعتبر العمل على زيادة الوعي العام بأهمية التراث وحمايته من التخريب أمراً ضرورياً. تمثل الآثار جزءاً من الهوية الثقافية للمملكة، وبالتالي فإن الحفاظ عليها يعد مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع. كما ناقش الضيف في الحوار كيف يمكن للأفراد والمجتمعات المحلية أن يساهموا في الإبلاغ عن المواقع التي تتعرض للإتلاف، وكيف يمكن للهيئة أن تقدم الدعم لهم في هذا المجال.

تمتاز المناطق المختلفة في السعودية بتنوعها الثقافي والمعماري، مما يجعل من الصعب تحديد هوية موحدة للتراث. ومع ذلك، فإن التركيز على تعزيز الفخر الوطني بالتراث والثقافة المحلية من خلال البرامج التعليمية والتوعوية يمكن أن يسهم في إعادة ربط الأجيال الجديدة بتراثهم. لذا، فإن الهيئة تسعى جاهدة لإشراك الشباب والمجتمع المحلي في الأنشطة التي تتعلق بالتراث، مثل بعثات التنقيب والبحث، مما سيزيد من الوعي والمعرفة حول أهمية التراث الثقافي.

التحديات والفرص في حماية التراث العمراني

حماية التراث العمراني تعتبر من القضايا الشائكة، إذ تتداخل فيها عناصر التاريخ والعمارة والمجتمع. العديد من المباني التراثية موجودة في وسط المدن، مما يتطلب التعاون بين الهيئات الحكومية والملاك المحليين للحفاظ عليها. على الرغم من أن التراث العمراني يتضمن المباني التقليدية والتاريخية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها الهيئة في التعامل مع هذه المباني، مثل ملكيتها الخاصة وتطوير المناطق المحيطة بها.

أحد المشروعات المهمة في هذا السياق هو مشروع تطوير منطقة تاريخية في الرياض، والذي يتطلب تنسيقاً بين عدة جهات مثل الأمانة العامة، والهيئة الملكية، وذلك لضمان الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان في إطار التنمية الحضرية. يتم العمل على تحديد المواقع التي يمكن استثمارها من قبل القطاع الخاص بحيث تعود بالنفع على المجتمع المحلي، مع الحفاظ على الطابع الثقافي المعماري. كما تسعى الهيئة إلى تطوير آليات للاستثمار في هذه المواقع، مما يساعد على تحويلها من مجرد مراكز تكلفة إلى مراكز ربح.

بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة لتوثيق وتسجيل التراث العمراني، حيث تم تسجيل أكثر من 10,000 عنصر حتى الآن. ومع ذلك، تبقى عملية إدارة هذه العناصر معقدة بسبب وجودها في مناطق متعددة ومتنوعة. لذا، فإن الهيئة تعمل على تطوير خارطة للتراث العمراني في جميع مناطق المملكة، مما يسمح للمعلومات أن تكون متاحة للجميع ويساعد في توجيه جهود الحماية والتطوير.

التراث غير المادي: التحديات والإنجازات

التراث الثقافي غير المادي يشمل العادات والتقاليد، والفنون الأدائية، والحرف اليدوية، وغيرها من الممارسات الثقافية التي تنقل من جيل إلى جيل. يعتبر هذا النوع من التراث جوهرياً، لأنه يعكس هوية الشعوب ويعزز من التواصل الاجتماعي بين الأفراد. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه الحفاظ على هذا التراث كثيرة، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يمر بها المجتمع السعودي.

منذ تأسيس هيئة التراث، تم بذل جهود كبيرة لتوثيق وتسجيل الممارسات الثقافية غير المادية. وقد تم تسجيل تسعة عناصر حتى الآن، منها مهارات الحرف اليدوية والفنون الشعبية مثل العرضة النجدية. يتمثل التحدي الأكبر في كيفية الحفاظ على هذه الفنون التقليدية في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي تؤثر على حياة الناس. لذا، فإن الهيئة تعمل على إشراك المجتمع المحلي في هذه الجهود، من خلال ورش عمل ومشاريع تعليمية تهدف إلى تعزيز الفخر بالتراث وتوثيق الممارسات الثقافية.

أحد الأمثلة الناجحة في هذا السياق هو مشروع توثيق الفنون الشعبية، حيث تم تسجيل مجموعة من الفنون الشعبية المختلفة من مناطق متعددة. هذا المشروع ليس فقط لحماية التراث، بل أيضاً لتشجيع الناس على ممارسة هذه الفنون وإعادة إحيائها في المجتمع. يشمل ذلك التدريبات والورش التي تستهدف الشباب، مما يعزز من أهمية التراث الثقافي غير المادي في الوعي الجماعي ويساهم في الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

استخدام التكنولوجيا في حماية التراث

تعتبر التكنولوجيا عنصراً أساسياً في تعزيز جهود حماية التراث الثقافي، حيث يتم استخدامها في مختلف مراحل العمل من الاستكشاف إلى التسجيل والتسويق. تستخدم الهيئة تقنيات حديثة مثل التصوير بالليزر والمسح الجوي لمساعدة الباحثين في تحديد مواقع الآثار بدقة أكبر. هذه الأدوات التكنولوجية توفر معلومات مهمة تساعد في تسريع عملية البحث والتوثيق، مما يسهل الأعمال الأثرية ويساعد في تحديد المواقع ذات الأهمية التاريخية.

علاوة على ذلك، فإن استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز يمكن أن يُحدث ثورة في كيفية عرض التراث الثقافي. من خلال هذه التقنيات، يمكن للزوار استكشاف المواقع التاريخية وتجربتها بشكل تفاعلي، مما يزيد من الوعي والترابط مع التراث. الهيئة تعمل على إنشاء مراكز زوار في المواقع الأثرية، حيث يتم استخدام التكنولوجيا لتوفير معلومات غنية وتفاعلية للزوار حول التاريخ والعمارة المحلية.

مع كل هذه الجهود، تبقى التحديات قائمة، ولكن العمل المستمر والمبتكر من قبل الهيئة والجهات المعنية يساعد في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية. من خلال الربط بين التراث والتكنولوجيا، يمكن تعزيز الفخر بالثقافة المحلية وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث للأجيال القادمة.

التراث الثقافي غير المادي في السعودية

التراث الثقافي غير المادي يمثل أحد الأبعاد الأساسية للهوية الثقافية للمجتمعات. في المملكة العربية السعودية، تم تسليط الضوء على أهمية هذا التراث من خلال جهود دكتور سعد الصويان، الذي يبرز أهمية التوثيق الثقافي الشفهي. وقد تم تدشين مشاريع استراتيجية تهدف إلى توثيق العناصر الثقافية التي تعكس ملامح المجتمع السعودي، بدءاً من الفنون الأدائية وصولاً إلى العادات الاجتماعية. على الرغم من أن هناك تسعة عناصر فقط مسجلة في قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود آلاف العناصر محلياً. هذا يشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز الجهود لتوثيق هذه العناصر وتحويلها إلى ممارسات ملموسة تساهم في الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.

على سبيل المثال، الفنون الأدائية مثل العرضة السعودية، وفن الخط العربي، وفن القهوة، تمثل جزءاً حيوياً من التراث الثقافي. تم تسجيل القهوة والسدو والخط العربي في ملفات مشتركة مع العالم العربي، مما يدل على التعاون الإقليمي في الحفاظ على التراث. كما يتضح أن هناك تناقضًا بين ما هو مسجل محليًا وما هو معترف به عالميًا، مما يستدعي مراجعة شاملة لإجراءات التسجيل والتوثيق.

تحويل الحرف اليدوية إلى أعمال تجارية

مسألة الحرف اليدوية وكيفية تحويلها من مجرد هوايات إلى مصادر دخل حقيقية للشباب تعد من القضايا الأساسية التي ناقشها دكتور سعد الصويان. يتمثل التحدي الرئيسي في كيفية تشجيع الأجيال الجديدة على استكشاف الحرف التقليدية وتبنيها. حيث تم تسجيل 42 حرفة يدوية، مع وجود أكثر من 4000 حرفي مسجل، منهم 85% من النساء. هذه النسب تعكس أهمية دور المرأة في هذا القطاع، لكن التحديات لا تزال قائمة في كيفية تسويق هذه الحرف وتحويلها إلى نشاطات اقتصادية.

لتحقيق ذلك، تم إنشاء الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، والتي تهدف إلى تعزيز الحرف التقليدية من خلال استقطاب الكفاءات وتقديم الدعم الفني والإداري. هذا يشمل تطوير منتجات قابلة للتسويق، مثل السجاد والحرف التقليدية الأخرى، مما يسهم في توفير فرص عمل وتحفيز الشباب على تعلم الحرف اليدوية. يسعى هذا المشروع إلى الربط بين الحرفيين والأسواق، مما يعزز من مكانتهم الاقتصادية ويضمن استدامة هذه الحرف للأجيال القادمة.

التعاون مع المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث

تعتبر المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث أحد الجوانب الجوهرية في الاستراتيجيات الثقافية. تم تسليط الضوء على أهمية التعاون مع المجتمع المحلي في حفريات التنقيب ومشاريع الترميم. تعتبر منصة التنقيب الجديدة وسيلة فعالة لتعزيز المشاركة المجتمعية، حيث تتيح الفرصة للجميع للمشاركة في جهود الحفاظ على التراث. لكن يجب أن تأتي هذه المشاركة ضمن إطار منظم، لضمان فعالية العملية وجودتها.

علاوة على ذلك، تم تكريم العديد من المجموعات المحلية التي تساهم في توثيق النقوش والرسومات الأثرية، مما يعكس الاعتراف بأهمية جهود المواطنين في الحفاظ على التراث الثقافي. هذا النوع من التقدير يعزز من روح التعاون ويحفز الأفراد على الانخراط في جهود الحفاظ على التراث، مما يؤدي إلى نتائج إيجابية على مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التراث.

التحديات المستقبلية وآفاق العمل في مجال التراث

تظل التحديات قائمة أمام هيئة التراث في السعودية، لا سيما فيما يتعلق بإيجاد بيئة عمل مناسبة لخريجي تخصصات الآثار والمتاحف. يتطلب الأمر جهودًا مستمرة لتطوير برامج تدريبية وعملية توفر فرص عمل حقيقية لهؤلاء الشباب. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الوعي العام بأهمية التراث الثقافي وكيفية الحفاظ عليه يعد من الأولويات.

من المهم أن تُعزز الجهود المبذولة من أجل تطوير استراتيجيات تعليمية تكاملية تعالج الفجوة بين الأجيال الجديدة وتراثها الثقافي. من خلال العمل على دمج التراث في المناهج التعليمية، يمكن للمجتمع أن يكتسب فهمًا أعمق لقيمته. علاوة على ذلك، يجب أن تلعب الهيئات الحكومية، مثل هيئة الثقافة، دورًا رائدًا في دعم مثل هذه المبادرات وتوفير الموارد اللازمة لتحقيقها.

تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *