في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الكبرى، تتجه الأنظار نحو تشكيل فريق الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وموقفها من السياسة الخارجية. بعد اختيار الحاكم تيم والتز ليكون رفيقها في السباق الرئاسي لعام 2024، تشتد المناقشات حول التشكيلة المحتملة لفريقها الدبلوماسي والاستراتيجيات التي قد تتبناها في حال فوزها. في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن أن يتكون هذا الفريق، وأثر خلفيات أعضائه على السياسة الخارجية الأمريكية. كما سنستقصي ما إذا كانت هاريس ستلتزم بدعم نهج بايدن الذي اتبع خلال السنوات الأربع الماضية أو ستسعى لتحقيق تحول جديد في السياسة الأمريكية يجعل منها أول امرأة من الأقلية تدير الدفة في البيت الأبيض.
حالة هاريس: توارث السياسة الخارجية من بايدن
في قلب النقاش الحالي حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تقف كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، كمرشحة رئيسية للرئاسة. مع اقتراب الانتخابات، أصبحت الضغوط لقياس مدى ولاء هاريس لسياسات بايدن واضحة، خاصة في سياق تعاملها مع الميراث الدبلوماسي الذي خلفه. كجزء من إدارة بايدن، كانت هاريس متورطة في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الدول اللاتينية وإدارة الحدود، مما أتاح لها فرصة لتطوير وجهات نظر معينة عن الأزمات الدولية. من خلال تحليل دورها، يمكننا فهم ما إذا كانت ستستمر في اتباع مسار بايدن أو ستسعى لتطوير سياسات جديدة.
أثناء توليها منصب نائب الرئيس، ساهمت هاريس في إعداد خطط استثمارية بقيمة 5 مليارات دولار للتعامل مع مشاكل الهجرة وقضايا الأمن في دول مثل غواتيمالا وهندوراس. تفاعلاتها مع قادة هذه البلاد، وعقدها لقمة الأمريكتين في 2022، تعكس مدى أهمية هذه القضايا على جدول أعمالها. ومع ذلك، واجهت هاريس انتقادات شديدة من المعسكر الجمهوري، ولا سيما ترامب، الذي أشار إليها بلقب “ملكة الحدود”. ولكن، يبدو أن موقفها في الشؤون الدولية أكثر تعقيدًا، كما أظهرت مشاركتها في القضايا الأمنية والتقنية والتي كانت ترتدي طابع الصرامة تجاه الصين ودعم أوكرانيا.
تؤكد هاريس، بالرغم من انتقاداتها، على ضرورة التزام الولايات المتحدة بحماية الحقوق الإنسانية، وهو ما يُعد عنصراً أساسياً في تطلعاتها السياسية. من خلال تقييم تجربة هاريس كمدعية عامة وسياستها في فترة ملازمتها لبايدن، نرى أن تأثير تجربتها السابق يمكن أن يظهر في أسلوبها الخاص. يتضمن ذلك تبني نهج يركز على العدالة الاجتماعية ومراعاة الجوانب الإنسانية في السياسات التي تتبناها. في النهاية، السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل ستبقى هاريس وفية لسياسات بايدن أم ستسعى لتحقيق رؤية ديمقراطية أكثر تطورًا؟
تحليل تشكيل الفريق الدبلوماسي المتوقع
مع استعداد هاريس لإطلاق حملتها، أصبحت التشكيلات المحتملة لفريقها الدبلوماسي موضوعًا ساخنًا للنقاش. وفقًا لتقارير من مصادر قريبة من الموقف، سيكون هناك تحول واضح نحو تشكيل فريق دبلوماسي يشمل عناصر أصغر سنًا وأكثر تنوعًا. هذا التوجه يعكس حرص هاريس على تحديث السياسة الخارجية واستقطاب أجيال جديدة تسعى للقيام بدور قيادي في الساحة الدولية.
هناك تكهنات حول الخيارات المحتملة لمناصب رئيسية مثل وزير الخارجية، حيث يبرز اسم كريس كونس، السيناتور من ديلاوير، الذي يمتاز بخبرته العميقة في الشؤون الخارجية. كونس، الذي يُعتبر من أقرب الأصدقاء لبايدن، قد يلعب دورًا مهمًا في توجيه السياسة الخارجية. ولكن هل سيكون لديه القدرة على التأثير بوجهات نظر جديدة تختلف عن سابقيه؟ في المقابل، يتضمن التحليل أيضًا أسماء مثل كريس مورفي، الذي يحمل رؤية تقدمية قد تناسب تطلعات هاريس.
ومن المفترض أن يشمل فريق هاريس أيضًا أسماء معروفة من إدارة بايدن السابقة، مثل جيك سوليفان وكبير مستشاري الأمن القومي. ومع ذلك، تكمن المعضلة في التوفيق بين التحفظات التي قد تكون لدى هؤلاء الأفراد تجاه هاريس وحاجتها للتجديد والتغيير في السياسة الخارجية. ومع تزايد الضغوط من داخل الحزب الديمقراطي لتقديم سياسة أكثر تأثيرًا، فإن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تشكيل فريق قادر على معالجة هذه القضايا بدون التكلف الشديد.
السياسة تجاه الصين: التحدي الأكبر
يمثل التعامل مع الصين أحد أكبر التحديات التي ستواجهها إدارة هاريس إذا أصبحت رئيسة. على الرغم من أن بايدن قد اتخذ خطوات حازمة ضد بكين، فإن هاريس بحاجة إلى وضع لمستها الفريدة في السياسة تجاه الصين. كجزء من حكم بايدن، أدت هاريس دورًا في تعزيز العلاقات مع الحلفاء الآسيويين وتوسيع التعاون في المنطقة. ومع ذلك، فإن التعاون الاستراتيجي وحده لن يكفي لمعالجة القضايا المعقدة التي تشمل حقوق الإنسان، الأمن البحري، والتجارة.
ومن المهم الإشارة إلى أن تجربتها كمديرة مشاريع ناجحة في مشاريع حول منطقة المحيطين الهندي والهادئ توفر لها رؤى قيمة حول كيفية التعامل مع هذا العملاق الاقتصادي بذكاء وفعالية. آنذاك، تطلعاتها العملية ستكون مدفوعة بفهم عميق لكيفية تأثير العلاقات الثنائية على الأمن القومي الأمريكي. كما ستحتاج إلى معالجة القضايا الحساسة حول حقوق الإنسان في الصين والحديث عن القضايا التجارية بشكل أكثر شمولاً. في هذا السياق، فإن الفهم الشامل للدعوات المتزايدة من قبل زعماء أحزابهم لمنافسة أكبر مع الصين يمكن أن يكون دافعًا لهاريس لوضع التحالفات الاستراتيجية ضمن أولويات سياستها الخارجية.
استراتيجية التجارة ودورها في الانتخابات
ستكون سياستها التجارية نقطة محورية خلال الحملة الانتخابية المقبلة. تحقيق العدالة الاقتصادية يعد حجر الزاوية لبرامج هاريس، حيث تمتلك مواقف مؤيدة للعمل تمثل الطبقات العاملة وسعيها المستمر لتحقيق العدالة الاجتماعية. استنادًا إلى نجاحات بايدن في كسب الدعم من النقابات، من المتوقع أن تستمر هاريس في هذا الاتجاه بالتركيز على ما يسمى بنموذج “العمال المركز” في التجارة.
تأمل هاريس في الاستفادة من تجربة بايدن، لكنها تحتاج إلى التميز عن سابقتها فيما يتعلق بالقضايا للذهاب أبعد من ذلك. يجب أن تكون رسالتها قوية حول أهمية دعم النظام الاقتصادي للعمال وقدرتها على سد الفجوة بين القيم الشعبية والأجندات التجارية. مثال على ذلك، ستكون المشاركة الفعلية مع النقابيين وموظفي العمل الفيدرالي، مما يسهم في تعزيز آرائها من خلال الحديث المباشر مع القاعدة الشعبية وإعطائهم صوتًا في عملية اتخاذ القرار. مثل تلك المبادرات ستعزز من سُمعتها كمؤيدة للعمال، مما يصب في مصلحتها خلال الانتخابات.
رابط المصدر: http://xinhanet.com/thread-36641-1-1.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً