في الأشهر الأخيرة، شهدت صناعة المطاعم في بكين تغييرات جذرية تنذر بظهور أزمة غير مسبوقة. تشير التقارير إلى تراجع حاد في الإيرادات والأرباح، حيث انخفضت نسبة الأرباح في القطاع بشكل مذهل وصل إلى 88.8% في النصف الأول من عام 2024. هذا التراجع يأتي في ظل تزايد المنافسة السعرية، حيث تسعى المطاعم لتقديم عروض جذابة لتلبية احتياجات المستهلكين الذين يسعون وراء القيمة مقابل المال. يعاني الكثير من أصحاب المطاعم، مثل زانغ يي وي، من تضاؤل عدد الزبائن وانخفاض في متوسط إنفاقهم، مما يجبرهم على إعادة تقييم استراتيجياتهم وتقديم قوائم طعام بأسعار منخفضة لجذب المزيد من العملاء. في هذا المقال، نستعرض تحديات صناعة المطاعم في بكين، ونبحث في كيفية تأثير الظروف الاقتصادية والمنافسة القاسية على مستقبل هذا القطاع. سنقوم بتحليل بعض الاستراتيجيات التي تتبناها المطاعم للبقاء في السوق amidst هذه التحديات.
تغيرات في سوق المطاعم في بكين
شهد سوق المطاعم في بكين في النصف الثاني من عام 2023 تغييرات جذرية، حيث تراجعت إيرادات المطاعم بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة. على سبيل المثال، انخفضت العوائد الشهرية لمطعم ياباني متخصص في الشواء من 150،000 يوان إلى نحو 70،000 يوان، مما يعكس تراجعًا حاداً في الأرباح بحوالي 80% منذ منتصف العام الماضي. يعكس هذا الظاهرة الصعبة التي يعاني منها العديد من أصحاب المطاعم، الذين كانوا يعتمدون في السابق على العملاء الدائمين مثل التنفيذيين ورجال الأعمال، الذين بدأوا يتقلصون، مما أدى إلى انخفاض نسبي في قيمة الفاتورة لكل عميل.
المنافسة السعرية تُعتبر العامل الرئيسي للتغيرات، حيث لجأ العديد من المطاعم لتقديم قوائم بسعر منخفض في محاولة لجذب الزبائن، مما أثر بشكل مباشر على هوامش الربح. تُظهر البيانات أن صافي ربح المطاعم التي تتخطى إيراداتها 10 مليون يوان سنويًا في بكين انخفض بنسبة مقلقة بلغت 88.8%، لتصل الهوامش إلى 0.37%. هذا الانخفاض الواسع يشير إلى وجود أزمة أكبر تهدد بقاء العديد من المطاعم في السوق.
تظهر الإحصائيات أنه منذ النصف الثاني من عام 2023، العديد من المطاعم بدأت تعيد النظر في استراتيجياتها التسويقية، مثل إطلاق عروض خاصة بأسعار مخفضة لرغبتها في الحفاظ على العملاء. مثال على ذلك، عرض طعام قيمته 588 يوان لأربعة أشخاص، والذي تم تصميمه خصيصاً لجذب الزبائن الذين يبحثون عن قيمة جيدة مقابل المال. هذه الاستجابة تشير إلى التغير في سلوك المستهلكين الباحثين عن أسعار منافسة وبسيطة في وقت واحد.
تراجع الوجبات الفاخرة
تطور الاستهلاك في بكين يظهر تراجعاً ملحوظاً في تكرار الزيارات للمطاعم الفاخرة، حيث كان الكثير من الزبائن يختارون عادةً أماكن تتجاوز أسعارها 600 يوان. ومع ذلك، ابتداءً من النصف الثاني من عام 2023، شهد السوق حالة من التراجع الحاد. أصحاب المطاعم أصبحوا يواجهون تحديات كبيرة في الحفاظ على العملاء عندما يصبح الإنفاق على الوجبات الفاخرة أقل جاذبية للمستهلكين، مما يدل على تحول سلوك الإنفاق من المستوى الراقي إلى خيارات أكثر اقتصادية.
أصبح من المعتاد أن يرى المستهلكون يتجهون إلى المطاعم ذات الخيارات ذات الأسعار المعقولة، سواء من خلال تقليل عدد الزيارات إلى المطاعم الراقية أو من خلال البحث عن العروض الخاصة. على سبيل المثال، بعض المطاعم بدأوا في تقديم قوائم طعام بأسعار تتراوح بين 398 يوان إلى 588 يوان، في محاولة للمنافسة مع الأسواق ذات الأسعار المنخفضة. من خلال هذه الاستراتيجية، يرون فرصة لتعزيز إيراداتهم على الرغم من تدني هوامش الربح.
يُعتبر وجود ضغوط اقتصادية كعوامل رئيسية تساهم في تراجع المطاعم الفاخرة، حيث يُعزى تراجع النظام الاقتصادي إلى انخفاض ثقة المستهلكين في الإنفاق، وخاصة في الأوقات التي تمر بها الاقتصاد العام. نظراً لأن المستهلكين أصبحوا يقومون بمقارنة حيثيات كل عرض، فإن تراجع تكرار الزيارات للمطاعم الفاخرة هو علامة على زمن يتجه فيه الجميع نحو خيارات أكثر اقتصادية.
تحولات في عادات المستهلك
مجموعات المستهلكين الحديثة اليومية في بكين تشهد تحولًا في أنماط الإنفاق. توفر المطاعم المتنوعة أصبحت تتجاوز فقط قيمة العشاء التقليدي، وقد أدت التغيرات الاقتصادية إلى تحول احتياجات المستهلكين نحو المطاعم التي تقدم خدمات طعام ذات قيمة وجودة. يتمتع جيل الشباب، المعروف باسم “جيل Z”، بميل متزايد للبحث عن خيارات الطعام الجاهز والوجبات السريعة ذات الأسعار المعقولة.
الميزات الجديدة التي تتسم بها عادات الإنفاق تشمل الاتجاه نحو الأسعار المنخفضة من خلال استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتحديد العروض الخاصة أو تخفيضات الأسعار. هذا الأمر يعكس توجه المستهلكين نحو التفكير النقدي عند اتخاذ القرارات بشأن الانفاق، مما دفع العديد من المطاعم إلى تعديل استراتيجيات التسويق. على سبيل المثال، العديد من المطاعم يعرضون خدمات توصيل وتخفيضات للمستهلكين الذين يقومون بالتسوق عبر الإنترنت بالطريقة نفسها التي يقوم بها الآخرين.
هناك ظاهرة أخرى موازية لهذا الاتجاه وهي الأثر الناتج عن جائحة COVID-19، حيث قام العديد من المستهلكين بتطوير مهارات الاستخدام الذكي لتطبيقات التعهيد الذاتي لتحديد خيارات الطعام. هذا التحول في السلوك يخلق ضغوطًا كبيرة على المطاعم التي لا تلزم ومنافسة ذات تنافسية قوية، مما يتطلب تحسين الجودة لجذب الزبائن الذين يبحثون عن الطعام الأكثر تنافسية.
استراتيجيات التكيف للمطاعم
في ظل هذه الظروف الصعبة، تُعتبر التكيفات الاستراتيجية حيوية للحفاظ على استمرارية ونمو الأعمال في سوق المطاعم. أصحاب المطاعم يسعون إلى تحسين هوامش الربح من خلال تقديم قوائم طعام مخفضة السعر، مع الحفاظ على الجودة لخلق قيمة مضافة للزبون. ترتبط إحدى الطرق الشائعة بتقديم العروض لجذب عملاء جدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين الذين قد يعتبرون خياراتهم خارج نطاق خيارات مالية.
عندما بدأ أصحاب المطاعم بإطلاق أسعار مجموعة من الوجبات، شكّل ذلك رد فعل على الاتجاه المتزايد نحو القيم الترويجية والاقتصادية. لقد نجحت بعض المطاعم في جذب الحضور من خلال التخفيضات العرضية، ولكن ما زالت الشركات المرور بتحديات بسبب ظاهرة “الخسارة ضمن الأرباح”، حيث قد تنخفض الأرباح من سياق خصومات ضخمة عبر السعر، مما يجلب تحولًا صعبًا في الهواء إلى وقت طويل.
ختامًا، تضافرت كل هذه العوامل والتغيرات لتدفع أصحاب المطاعم إلى التفكير في تقديم الخدمة بأسعار معقولة دون التضحية بالجودة، من أجل البقاء والتماشي مع تقلبات السوق التي قد تستمر لفترة طويلة. كما تشير التقارير والإحصائيات إلى أنه على الرغم من الضغوطات، يوجد دائمًا أمل في تجديد السوق في ظل البحث المستمر عن الابتكار والتفرد الذي تتمتع به المنتجات والخدمات في مطاعم بكين.
رابط المصدر: http://xinhanet.com/thread-36687-1-1.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً