تظهر الطيور أدلة على أنها تجمع الذكريات المؤقتة في فئات. يعتقد البشر عادة أننا أكثر الكائنات الحية ذكاءً على الأرض، وأننا نتبع بشكل كبير أقرب أقاربنا مثل الشمبانزي والغوريلا. ولكن هناك بعض المجالات في الإدراك التي لا يتفوق فيها الإنسان والقردة الأخرى. أي دماغ لأي حيوان يمكن أن يعمل على مستوى الإنسان، على الأقل عندما يتعلق الأمر بوظيفة واحدة؟ الطيور – مرة أخرى.
الذاكرة العاملة
الذاكرة العاملة هي المكان الذي نعتمد فيه على العناصر لفترة قصيرة من الزمن – مثل رمز بريدي نبحث عنه في علامة تبويب متصفح ونكتبه في تبويب آخر. يمكن أن تحتوي على كل شيء من الأرقام والكلمات إلى الصور والمفاهيم. ولكن هذه الذكريات تتدهور بسرعة، والقدرة محدودة – كلما حاولنا تذكر المزيد من الأشياء، كلما كان الأمر أقل احتمالًا أن يتذكر الدماغ كل شيء بشكل صحيح.
الديناميات المغناطيسية
تعطي الديناميات المغناطيسية المساعدة للدماغ في الذاكرة العاملة عن طريق أخذ المدخلات الحسية، مثل اللون، وتصنيفها. قد يتلاشى اللون الأحمر الداكن المحدد بشكل كبير “زنبق النار” من الذاكرة العاملة بسرعة، وسوف تبقى أقل تفاصيل مع مرور الوقت، ومع ذلك سيتم تذكرها باعتبارها “أحمر”. تفقد التفاصيل أولاً، ولكن تستمر في الاحتفاظ بالفكرة العامة لفترة أطول.
التحيز واللون الأحمر
يمكن أن يشوش التحيز الذاكرة العاملة ويجعل الدماغ يتذكر بعض درجات الأحمر بدقة أكبر من الآخرين، خاصة إذا قسم الدماغ كلها تحت “أحمر”. يمكن أن يحدث هذا عندما يكون لدى العميل مفهوم معين للون الأحمر يميل إلى الدفء أو البرودة أكثر من “زنبق النار”. إذا كانوا يعتبرون الأحمر أكثر دفئًا قليلاً من “زنبق النار”، فقد يعتقدون أن الأحمر الآخر الأكثر دفئًا هو “زنبق النار”.
الطيور والذاكرة العاملة
لمعرفة ما إذا كانت الطيور تعالج المحفزات باستخدام الذاكرة القصيرة الأجل مع الديناميات المغناطيسية، خضع الباحثون لجاكدوين اثنين لمجموعة متنوعة من الاختبارات التي تتضمن تذكر الألوان. كان على كل طائر أن ينقر على زر أبيض لبدء الاختبار. ثم تم عرض لون – اللون المستهدف – قبل عرض جدول يحتوي على 64 لونًا. كان على الجاكدوين أن ينظروا إلى هذا الجدول وينقروا على اللون الذي تم عرضه لهم سابقًا. الإجابة الصحيحة ستحصل لهم على المكافأة المفضلة لديهم، بينما ستحصل الإجابات التي كانت قريبة ولكن غير دقيقة تمامًا على مكافآت أخرى.
بينما قامت الطيور بأداء جيد مع لون واحد فقط، انخفضت دقتهم عندما تحداهم الباحثون لتذكر المزيد من الألوان المستهدفة من الجدول في وقت واحد. كانوا أكثر احتمالًا لاختيار الألوان التي كانت قريبة من الألوان المستهدفة التي تم عرضها لهم، وذلك ربما بسبب الحمل الأكبر على الذاكرة القصيرة الأجل.
تطور الطيور والديناميات المغناطيسية
لا يزال من الضروري فهم كيف ولماذا تطورت الطيور الديناميات المغناطيسية. نظرًا لاختلاف البصر الطائر عن بصر الإنسان، قد يكون هناك اختلافات في تصور الألوان لم يتمكن الفريق البحثي من الحساب لها. ومع ذلك، يبدو أن نفس الآليات للذاكرة العاملة التي تطورت في البشر والقردة الأخرى تطورت أيضًا بشكل منفصل في الطيور. يجب أن يُعتبر “عقل الطائر” كمديح.
المراجع: Communications Biology, 2023. DOI: 10.1038/s42003-023-05442-5
تعليقات القراء: 35
المؤلف: إليزابيث راين
إليزابيث راين هي كائن يكتب. ظهرت أعمالها على SYFY WIRE و Space.com و Live Science و Grunge و Den of Geek و Forbidden Futures. تتربص خارج مدينة نيويورك مع ببغائها، ليستات. عندما لا تكتب، إما أنها تتحول شكلها أو ترسم أو تتنكر كشخصية لم يسمع بها أحد من قبل. تابعها على Threads و Instagram @quothravenrayne.
تعليقات القراء: 36
عرض التعليقات على المنتدى
اترك تعليقاً