تتناول هذه الحلقة من البودكاست مع أحمد عطار الحوار مع المهندس صهيب البلوشي، المدير التنفيذي لشركة “Half Million”، حيث يستعرضان مسيرتهما المهنية وتجربتهما في عالم الأعمال، بدءًا من دراسته في جامعة البترول، وصولًا إلى العمل في شركات عالمية مثل جينيرال إلكتريك، ثم انتقاله إلى هانجرستيشن. يتطرق الحوار إلى كيفية تأثير جائحة كورونا على عمليات التوصيل، وما فرضته من تحديات جديدة على الشركات. يستعرض صهيب أيضًا الدروس المستفادة من تجاربه، وكيف أن العمل في بيئات متعددة ومتغيرة عزز من قدراته على القيادة وإدارة الفرق. بالإضافة إلى ذلك، يتم التطرق إلى مواضيع مثل: أهمية التعامل مع العملاء، وفهم احتياجاتهم، وكيفية التحفيز في بيئات العمل، واستراتيجيات النمو والتوسع في السوق. يتناول الحديث أيضًا كيفية التغلب على التحديات التشغيلية وكيفية تحسين العمليات لضمان تحقيق الأهداف. من خلال سرد قصص واقعية، يبرز اللقاء أهمية الابتكار والاستجابة السريعة للتغيرات في السوق.
الشركات العالمية والتحديات المحلية
تواجه الشركات العالمية تحديات متعددة عند دخولها الأسواق المحلية، خاصة في مناطق جديدة حيث تختلف الثقافة والسلوكيات الاقتصادية. يتطلب النجاح في هذه الأسواق استراتيجيات مبتكرة تتماشى مع توقعات العملاء وتفضيلاتهم. على سبيل المثال، عندما بدأ المهندس صهيب البلوشي حديثه عن تجربته في شركة جنرال إلكتريك، أشار إلى أن الشركة قد مرت بتحديات كبيرة في التعامل مع عملاء محليين، مما استلزم تغييرات سريعة في الاستراتيجيات التشغيلية. بالنسبة للمستهلكين المحليين، الجودة والخدمة السريعة ليستا مجرد خيارات، بل متطلبات أساسية.
كما أظهر صهيب التحديات التي واجهتها هانجرستيشن في جذب العملاء وتلبية احتياجاتهم المختلفة. مع وجود العديد من الخيارات المتاحة للمستهلكين، من الضروري أن تقدم الشركات خدماتها بشكل يفوق التوقعات. كما جاء في حديثه حول أهمية فهم السوق المحلية، فإن كل منطقة قد تتطلب استراتيجيات مختلفة تمامًا، مما يستلزم من الشركات العالمية أن تكون مرنة وقادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.
التأثيرات الإيجابية لجائحة كورونا على التشغيل
جائحة كورونا كانت تجربة صعبة على الجميع، ولكن من جهة أخرى، أدت إلى تغييرات إيجابية في طريقة التشغيل وإدارة الأعمال. في حالة هانجرستيشن، كان التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ على كفاءة التشغيل في ظل الظروف الصعبة. تحدث صهيب عن كيفية إعادة هيكلة العمليات وتوزيع المهام لضمان عدم تأثير الجائحة على مستوى الخدمة. خلال ستة أسابيع، تمكن الفريق من تحسين الأداء والعودة إلى نفس مستوى الطلبات التي كانت عليه قبل الجائحة.
إن هذا النوع من المرونة في التعامل مع الأزمات يظهر أهمية الإدارة الفعالة واستجابة الفريق في مواجهة التحديات. تعلمت الشركات من خلال هذه التحديات أن الابتكار والتكيف السريع هما المفتاح للبقاء في السوق. كما أظهرت تجربة صهيب أن التعاون بين الفرق المختلفة داخل الشركة يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية حتى في أكثر الظروف صعوبة.
التطوير الشخصي والمهني في بيئة العمل
التطوير الشخصي والمهني يعتبران عنصرين أساسيين لنجاح أي فرد في العمل. من خلال تجربته في جنرال إلكتريك وهانجرستيشن، أشار صهيب إلى أهمية التعلم المستمر واستثمار الجهد في تحسين المهارات. من خلال التدريب والتطوير، يمكن للموظفين أن يكونوا أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح في مسيرتهم المهنية.
كما أوضح أنه في بيئة العمل التي تشجع على التطوير، يتمكن الموظفون من التعبير عن آرائهم وتقديم أفكار جديدة. هذا النوع من الثقافة يعزز الابتكار ويزيد من مستوى الرضا الوظيفي بين الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، ذكر أن التحفيز المعنوي والاهتمام بالجانب الإنساني للموظفين يؤديان إلى تحسين الأداء العام للفريق، حيث يشعر الأفراد بالانتماء والولاء للمؤسسة.
التوازن بين العمل والحياة الشخصية
التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو موضوع حيوي، خاصة في بيئات العمل الديناميكية. أشار صهيب إلى التحديات التي يواجهها في الحفاظ على هذا التوازن، خاصة في ظل الضغوط المرتبطة بكونه مدير عمليات في شركة ناشئة. من الصعب أحيانًا أن تجد الوقت الكافي للعائلة والأنشطة الشخصية، خاصة عندما تكون مسؤولاً عن فريق يتطلب اهتمامك الكامل.
ومع ذلك، اعتبر صهيب أن النجاح في العمل يجب ألا يأتي على حساب الحياة الشخصية. يجب أن يكون هناك وقت للاحتفال بالإنجازات، ولتجديد الطاقة من خلال الأنشطة التي يحبها الفرد. من خلال إدارة الوقت بشكل فعّال، يمكن للموظفين تحقيق هذا التوازن وتحسين جودة حياتهم بشكل عام.
أهمية الابتكار في صناعة التطبيقات
الابتكار هو عنصر أساسي في النجاح في عالم التطبيقات. تحدث صهيب عن تجربته في هانجرستيشن وكيف كان الابتكار أحد المفاتيح التي ساهمت في تعزيز أداء التطبيق. يتطلب من الشركات أن تكون قادرة على تحديث خدماتها باستمرار وتقديم ميزات جديدة لجذب المستخدمين والحفاظ عليهم. كما ذكر أن القدرة على التعلم من الأخطاء وتحسين العمليات تعتبر جزءًا من ثقافة الابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التعاون مع المطاعم والمندوبين جزءًا أساسيًا من الابتكار، حيث أن الشركات تحتاج إلى فهم احتياجاتهم وتوقعاتهم لتحسين الخدمة. من خلال التعاون الفعّال، يمكن للشركات تطوير حلول تتناسب مع التغيرات في السوق وتقديم خدمات أفضل للعملاء.
نمو تطبيقات التوصيل وتحقيق الأهداف
شهد قطاع التطبيقات الخاصة بالتوصيل في السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً، خاصة خلال فترة عيد الفطر عام 2020، حيث تم تحقيق أكثر من 100 ألف طلب في يوم واحد. هذا الإنجاز كان نتيجة للجهود المتواصلة التي بذلها الفريق في “هنجر ستيشن”، حيث تلا ذلك الوصول إلى 200 ألف طلب في فترة قصيرة جداً. يعتبر هذا الرقم معياراً مهماً في عالم التطبيقات، حيث أن التوصيل اليومي يعد بمثابة إنجازات كبيرة للشركات. يتميز قطاع التجارة الإلكترونية، بما في ذلك خدمات التوصيل، بأن له قدرة عالية على تضاعف الأرقام بشكل سريع، مما يتطلب دائماً وضع خطط استراتيجية للنمو. فالنمو بنسبة 100% يُعتبر أمراً طبيعياً في هذا المجال، ويعتمد بشكل كبير على قدرة الشركات في التعامل مع التحديات المستمرة وابتكار حلول جديدة.
التحديات الجديدة في زمن كورونا
مع بداية جائحة كورونا، واجهت الشركات ضغوطاً إضافية وتغيرات غير متوقعة. في وقت كانت الأمور تتجه نحو الركود، كانت الحاجة ملحة لضمان استمرارية خدمات التوصيل للجمهور. تغيرت الطريقة التي يتم بها تقديم الخدمات، وأصبحت سرعة التوصيل ضرورة ملحة وليست مجرد رفاهية. عملت الفرق بشكل متواصل لتلبية احتياجات العملاء خلال فترة الحظر، حيث أصبحت عمليات التوصيل تشمل ليس فقط المطاعم، بل أيضاً السوبر ماركت والبقالات. هذا التغير استدعى تطوير نظام فعال يضمن توصيل الطلبات في أسرع وقت ممكن، مع مراعاة جودة الخدمة المقدمة.
الاستجابة السريعة للمتغيرات السوقية
كان على الشركات التكيف مع المتغيرات السريعة على أرض الواقع. الإدارات كانت مضطرة لوضع خطط جديدة تضمن تقديم خدمات موثوقة، حيث أصبح التواصل مع العملاء وتحقيق رضاهم جزءاً أساسياً من الاستراتيجية. وتطلب ذلك تغييرات جذرية في العمليات التشغيلية، من كيفية التعامل مع شكاوى العملاء إلى كيفية إدارة سلسلة التوريد. كما كان هناك تعاون وثيق مع الجهات الحكومية لضمان الامتثال للتشريعات والمتطلبات الأمنية، مما أضاف المزيد من التعقيد على العمليات اليومية.
أهمية بناء الفريق والتدريب المستمر
تعتبر بيئة العمل الفعالة حجر الزاوية في نجاح أي مؤسسة. من خلال بناء فريق عمل متكامل ومؤهل، يمكن تحقيق الأهداف الطموحة بسرعة أكبر. يساهم التدريب المستمر في تعزيز مهارات الموظفين، مما ينعكس إيجاباً على أداء الشركة ككل. في حالة “هاف مليون”، كان هناك تركيز كبير على توفير بيئة عمل مغرية تضمن بقاء الموظفين وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم. يتم تقييم الموظفين بشكل دوري، ويُعطى تقدير للأداء المتميز من خلال المكافآت والامتيازات المختلفة، مما يعزز من روح المنافسة الإيجابية بينهم.
استراتيجيات التوسع والنمو المستدام
التوسع في السوق يحتاج إلى استراتيجية مدروسة. في “هاف مليون”، تم وضع خطة واضحة للنمو، حيث تم التعهد بفتح فروع جديدة بمعدل منتظم. الأهداف كانت محددة، مع التركيز على تقديم جودة عالية وخدمة متميزة، الأمر الذي ساعد في بناء سمعة قوية للشركة في السوق. التوسع لا يقتصر فقط على الفروع الجديدة، بل يشمل أيضاً التركيز على تطوير المنتجات والخدمات المقدمة، لضمان جذب مزيد من العملاء. من خلال توفير تجربة متكاملة للعملاء، تضمن الشركة ولاءهم واستمرارهم في استخدام خدماتها.
دور التكنولوجيا في تحسين الأداء
تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً حيوياً في تحسين كفاءة العمليات. من خلال استخدام أنظمة متطورة لإدارة العمليات، أصبح بالإمكان تتبع الطلبات بشكل دقيق وتحديد أماكن المندوبين بفعالية. كلما كانت التكنولوجيا متقدمة، كلما كان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل. كما أن البيانات والتحليلات تلعب دوراً محورياً في فهم سلوك العملاء وتوقع احتياجاتهم المستقبلية، مما يساعد في وضع استراتيجيات تسويقية فعالة. الاستثمار في التكنولوجيا أصبح ضرورة لكل شركة تسعى للنمو والتميز في السوق.
تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً