ما هو الاحتكار؟

تعريف وأمثلة عن الاحتكار

كيف يعمل الاحتكار

لماذا الاحتكار سيء للاقتصاد

تعريف وأمثلة عن الاحتكار

الاحتكار هو عبارة عن شركة تكون المزود الوحيد لسلعة أو خدمة معينة، مما يمنحها ميزة تنافسية هائلة على أي شركة أخرى تحاول توفير منتج أو خدمة مماثلة. يعتمد وجود الاحتكار على طبيعة العمل التجاري الخاص بها. وغالبًا ما تكون الشركة التي تمتلك الاحتكار تتمتع بإحدى أو عدة من الصفات التالية:

• تحتاج إلى العمل بمقياس اقتصادي كبير
• تتطلب رأسمال ضخم
• تقدم منتجًا لا يوجد له بديل
• تستدعي تدخل الحكومة لضمان وجودها الوحيد
• قد تمتلك، ولكن ليس دائمًا، تفوقًا تكنولوجيًا وموارد تحكم بها

أمثلة في الولايات المتحدة:

أشهر احتكار كان لشركة ستاندرد أويل. كان جون دي روكفلر يمتلك معظم مصافي النفط في ولاية أوهايو في تسعينيات القرن التاسع عشر. أتاح له هذا الاحتكار السيطرة على سعر النفط. كان يضغط على شركات السكك الحديدية لتخفيض سعر النقل بالنسبة له. عندما هددت ولاية أوهايو باتخاذ إجراءات قانونية لإغلاق أعماله، انتقل إلى نيو جيرسي.

في عام 1998، أصدرت محكمة الولايات المتحدة القرار بأن شركة مايكروسوفت هي احتكار غير قانوني. كانت تحتل موقعًا مهيمنًا كنظام تشغيل للكمبيوتر الشخصي واستخدمت هذا الموقع لترهيب المورد، شركة صناعة الشرائح المتكاملة إنتل. كما أجبرت شركات الكمبيوتر على عدم الكشف عن تكنولوجيا متفوقة. أمرت الحكومة مايكروسوفت بمشاركة معلومات حول نظام التشغيل الخاص بها، مما يتيح للمنافسين تطوير منتجات مبتكرة باستخدام منصة ويندوز.

ولكن التكنولوجيات المبتكرة قد أضعفت الاحتكار لمايكروسوفت أكثر من الإجراءات الحكومية. يقوم الناس بالتحول إلى الأجهزة المحمولة مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ونظام التشغيل الخاص بمايكروسوفت لهذه الأجهزة لم يكن شائعًا في السوق.

قد يجادل البعض بأن جوجل لديها احتكار على سوق محركات البحث على الإنترنت؛ حيث يستخدمها الناس في أكثر من 90% من جميع عمليات البحث.

كيف يعمل الاحتكار

تصبح بعض الشركات احتكارات من خلال التكامل الرأسي؛ حيث تسيطر على سلسلة التوريد بأكملها، من الإنتاج إلى التجزئة. وتستخدم البعض الاندماج الأفقي؛ حيث يشترون المنافسين حتى يبقوا الوحيدين.

بمجرد تعطيل المنافسين وتأسيس الاحتكار، يمكن للشركة الاحتكارية رفع الأسعار بقدر ما تريد. إذا حاول منافس جديد الدخول إلى السوق، يمكن للشركة الاحتكارية تخفيض الأسعار بقدر ما يلزم لطرد المنافسين. يمكن استرداد أي خسائر بزيادة الأسعار بمجرد طرد المنافسين.

القوانين الأمريكية بشأن الاحتكار

قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار كان أول قانون أمريكي مصمم لمنع الاحتكارات من استخدام قوتها للحصول على مزايا غير عادلة. أقر الكونغرس به في عام 1890 عندما كانت الاحتكارات تعرف باسم “الثقات” أو مجموعات الشركات التي تعمل معًا لتحديد الأسعار. أصدرت المحكمة العليا في وقت لاحق قرارًا بأن الشركات يمكنها العمل معًا لتقييد التجارة دون انتهاك قانون شيرمان، ولكن لا يمكنهم القيام بذلك بشكل “غير معقول”.

بعد 24 عامًا من قانون شيرمان، أقرت الولايات المتحدة قانونين آخرين يتعلقان بالاحتكارات، قانون لجنة التجارة الفيدرالية وقانون كلايتون. تأسست لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) بواسطة القانون الأول، في حين أن القانون الثاني يحظر بشكل خاص بعض الممارسات التي لم يتم التطرق إليها في قانون شيرمان.

متى يكون الاحتكار ضروريًا؟

في بعض الأحيان يكون الاحتكار ضروريًا. يتمتع بعض القطاعات مثل الخدمات العامة بتنظيمات حكومية تمنحها حقوق السوق. تفعل الحكومات ذلك لحماية المستهلك. يضمن الاحتكار إنتاجًا وتوصيلًا مستمرًا للكهرباء لأنه لا توجد اضطرابات معتادة من قوى السوق الحرة مثل المنافسين.

قد تكون هناك أيضًا تكاليف مرتفعة في البداية تجعل من الصعب على الشركات الجديدة المنافسة. إن بناء محطات كهرباء جديدة أو سدود جديدة مكلف جدًا، لذا فإن السماح للاحتكار بالسيطرة على الأسعار لتغطية هذه التكاليف يكون من الناحية الاقتصادية منطقيًا.

تنظم الحكومات الفيدرالية والمحلية هذه الصناعات لحماية المستهلك. يُسمح للشركات بتحديد الأسعار لاسترداد تكاليفها وتحقيق ربح معقول.

انتقادات الاحتكار

تقيد الاحتكارات التجارة الحرة وتمنع السوق الحرة من تحديد الأسعار. وهذا يؤدي إلى أربعة آثار سلبية:

• تحديد الأسعار: نظرًا لأن الاحتكارات هي المزود الوحيد، يمكنها تحديد أي سعر يختارونه. يمكنهم القيام بذلك بغض النظر عن الطلب لأنهم يعلمون أن المستهلكين ليس لديهم خيار. وهذا ينطبق بشكل خاص عندما يكون هناك طلب غير مرن على السلع والخدمات. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى قيادة سيارة، فمن المحتمل أنك لن تستطيع الانتظار حتى يعجبك سعر الوقود لتعبئة خزان الوقود.
• تراجع جودة المنتج: ليس فقط يمكن للشركات الاحتكارية رفع الأسعار، ولكنها أيضًا يمكنها توفير منتجات ذات جودة سيئة. إذا كانت البقالة تعلم أن السكان الفقراء في الحي ليس لديهم الكثير من البدائل، فقد تكون أقل قلقًا بشأن الجودة.
• فقدان الابتكار: تفقد الاحتكارات أي حافز للابتكار أو تقديم منتجات “جديدة ومحسنة”. أظهرت دراسة أجرتها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في عام 2017 أن الشركات الأمريكية استثمرت أقل مما كان متوقعًا منذ عام 2000 نتيجة لانخفاض المنافسة. وكان ذلك صحيحًا بالنسبة لشركات الكابل حتى تعرضت لأطباق الأقمار الصناعية وخدمات البث عبر الإنترنت التي أخلت بسيطرتها على السوق.
• التضخم: تسبب الاحتكارات التضخم. نظرًا لأنها يمكنها تحديد أي أسعار تريدها، فإنها سترفع تكاليف المستهلكين لزيادة الربح. يُطلق على هذا التضخم الناجم عن الاحتكار “تضخم الدفع بالتكلفة”. مثال جيد على كيفية عمل ذلك هو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). تضم 13 دولة تصدر النفط في أوبك ما يقرب من 80% من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، ولديها قدرة كبيرة على رفع أو خفض أسعار النفط.

أخذ العبرة

عندما تكون لدى الشركة حقوق حصرية لتحديد أسعار وتوزيع وسوق منتج معين، فإنها تعتبر احتكارًا لهذا المنتج. يتمثل ميزة الاحتكار في ضمان توفر مستمر لسلعة تكون مكلفة جدًا لتوفيرها في سوق تنافسية. تشمل عيوب الاحتكار تحديد الأسعار وتوفير منتجات ذات جودة منخفضة وعدم وجود حافز للابتكار وتضخم التكاليف.
Source: https://www.thebalancemoney.com/monopoly-4-reasons-it-s-bad-and-its-history-3305945