الكهوف والبحيرات الجوفية تفتقر إلى ضوء الشمس والنباتات، ولكنها تعوض ذلك بتنوع مذهل في الحياة الحيوانية: الحشرات المفصلية المعقدة واللافقاريات الأخرى، والعديد منها قد يكون جديدًا على العلم. إذا كنت عالم أحياء تحت الأرض مثلي، يجب أن تكون غواصًا ماهرًا بالإضافة إلى أن تكون عالمًا ملتزمًا.
في هذه الصورة، أنا في كهف كريزنا جاما في وادي لوز في سلوفينيا في يونيو 2021.
الكهف مليء بالبحيرات الجوفية العديدة. أنا أمسك حبلي بإحكام وأحدق في نقطة واحدة، أحاول أن أمسك بواسطة ملقطي أحد الحيوانات الصغيرة شبه المائية التي تسبح تحتي. بعد أن أمسك واحدة، أضعها بلطف في الزجاجة بجانبي وأأخذها إلى المختبر لتحليل الحمض النووي في أقرب وقت ممكن. تم التقاط الصورة عندما كنت أعمل كباحث في مختبر علم الأحياء تحت الأرض في جامعة ليوبليانا.
استغرقت الملايين من سنوات التطور للعالم الجوفي للتكيف مع هذه المواطن المظلمة والرطبة.
نيفارغوس، جنس من القشريات الكهفية التي درست دينامياتها التطورية في رسالة الدكتوراه الخاصة بي في ليوبليانا، نشأ في منتصف عصر الإيوسين، مما يعني أن بعض الأنواع قد تكون عمرها 48 مليون سنة.
اليوم، أعمل كمنسق في مبادرة غير حكومية تعمل في جميع أنحاء أوروبا تسمى علماء الأنهار البلقانية.
نحن نحاول حماية شبكات الأنهار هنا في منطقة البلقان في أوروبا، وهي نظام بيئي فريد وشبه متجانس يحتوي على عدد كبير من أنواع الأسماك المحلية، مثل البرب البريسبا (Barbus prespensis) الذي يعيش في بحيرة بريسبا في اليونان، وسمكة السلمون النرتفاوية (Salmo marmoratus) التي هي أصلية لنهر نرتفا في البوسنة والهرسك وكرواتيا.
تتعرض أنهارنا لتهديد من ما يصل إلى 3500 مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية.
في عملي في علماء الأنهار البلقانية، أعمل على مساعدة التواصل بين العلماء، مع التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام في الميدان. إنه ليس الغوص في الكهوف، ولكن من الجيد أن نكون فوق الأرض في بعض الأحيان.
المرجع: Nature 623، 1100 (2023)
doi: https://doi.org/10.1038/d41586-023-03723-x
اترك تعليقاً