تم الكشف عنها مسبقًا، ولكن منصة التداول في الأسهم روبنهود أصبحت أخيرًا متاحة للعمل في المملكة المتحدة – أول سوق دولي لها منذ ظهورها في الولايات المتحدة قبل أكثر من عقد من الزمان.
الإعداد للإطلاق في المملكة المتحدة
بدأت الشركة التي مقرها مينلو بارك في كاليفورنيا إعدادها للإطلاق في المملكة المتحدة قبل نحو خمس سنوات من خلال توظيف محلي، وأطلقت في نهاية عام 2019 قائمة انتظار للمستخدمين قبل أن تقوم بإلغائها فجأة في منتصف عام 2020. لم تقدم الشركة تفسيرًا كاملاً للقرار، مشيرة فقط إلى أن “الكثير تغير في الأشهر القليلة الماضية” وأنها ترغب في التركيز على أعمالها في الولايات المتحدة.
التحديات التي تواجهها روبنهود
واجهت الشركة ضغوطًا متزايدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك اتهامات بأنها تضلل العملاء وتستخدم استراتيجيات لعب الألعاب الساخرة لجذب المستخدمين غير المتمرسين لإجراء صفقات محفوفة بالمخاطر. كما تعرضت الشركة لعدة غرامات مالية مليونية بسبب انقطاعات النظام ومخالفات أخرى.
وبشكل مأساوي، توفي الطالب البالغ من العمر 20 عامًا أليكس كيرنز بعد أن يبدو أنه فهم بشكل خاطئ رصيدًا سلبيًا بقيمة 730،000 دولار في حسابه في روبنهود، وانتهت الشركة في النهاية بتسوية دعوى قضائية خاصة قدمتها عائلته.
فرصة جديدة في المملكة المتحدة
على الرغم من كل هذا، أصبحت روبنهود شركة مدرجة في البورصة في منتصف عام 2021. تدعي الشركة الآن أن لديها 23 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، على الرغم من أن الكثير من هذا النمو كان نتيجة للملل الذي نشأ في بداية فترة الإغلاق الناجمة عن جائحة كوفيد-19، حيث ارتفع عدد المستخدمين الشهريين من 11.7 مليون في ديسمبر 2020 إلى أكثر من 21 مليون بعد ستة أشهر. هل تتذكرون أسهم الميمز؟ نعم، كانت روبنهود بطلة رئيسية في هذا الأمر بأكمله.
فماذا يعني كل هذا بالنسبة لروبنهود الآن، وهي تحاول الدخول إلى السوق الدولية للمرة الثانية؟ “لقد تعلمنا بالتأكيد من محاولتنا السابقة للإطلاق، وكشركة نمت ونضجت إلى مستوى حيث لدينا 23 مليون عميل، 87 مليار دولار من الأصول، ونحن شركة مدرجة”، أوضح جوردان سينكلير، رئيس روبنهود في المملكة المتحدة، لموقع TechCrunch. “لقد بنينا أيضًا تكنولوجيا تسمح لنا بالتوسع على الصعيد الدولي”.
التحديات المحتملة في المملكة المتحدة
ومع ذلك، تغيرت الكثير من الأمور في مكان آخر منذ آخر محاولة لإطلاق روبنهود. اكتسب عدد من اللاعبين المحليين شهرة، بدءًا من لايتير المدعومة من قبل ريتشارد برانسون التي بدأت بالسماح للمستهلكين في المملكة المتحدة بالتداول في الأسهم الأمريكية قبل التوسع لدعم المستخدمين والأسهم الأوروبية. وهناك أيضًا فريتريد، حيث كان سينكلير يشغل منصب المدير التنفيذي الأوروبي قبل الانضمام إلى روبنهود في فصل الصيف الماضي. تدعم فريتريد المتداولين المقيمين في المملكة المتحدة في الاستثمار في الأسهم الأمريكية والأوروبية، وهي تستعد للتوسع في أوروبا قريبًا.
من المرجح أن روبنهود ستواجه في البداية هذه الشركات الناشئة الأصغر سنًا بدلاً من شركات الخدمات المالية التقليدية مثل هارجريفز لانسداون. “كان جاذبية روبنهود في الولايات المتحدة للجمهور الشاب الذي يتقن التكنولوجيا ويرغب في الوصول إلى سوق الأسهم”، قال ديفيد برير، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات التكنولوجيا المالية 11FS ومضيف بودكاست Fintech Insider، لموقع TechCrunch. “من المرجح أنها ستجذب جمهورًا مماثلاً في المملكة المتحدة الذين وجدوا في السابق أن سعر الوصول إلى سوق الأسهم مرتفع جدًا. يمكنني أن أرى أنها ستتنافس مع فريتريد فيما يتعلق بالجمهور المستهدف في البداية، ثم تتجه لاستهداف جمهور أكثر معرفة بالاستثمار مثل مستخدمي هارجريفز لانسداون الذين يمتلكون محافظ استثمارية أكبر”.
المنتجات والخدمات المتاحة في المملكة المتحدة
أعلنت روبنهود منذ بداية هذا العام عن نيتها دخول السوق في المملكة المتحدة. في نتائجها المالية للربع الثالث من هذا الشهر، أكدت الشركة أنها ستطلق عمليات الوساطة في المملكة المتحدة في الوقت الحالي، مع تداول العملات المشفرة لأسواق الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق. وقد تحققت الوعود الأولى من هذه الالتزامات، حيث يمكن للمستهلكين في المملكة المتحدة التداول في آلاف الأسهم الأمريكية، بما في ذلك أسهم جميع الشركات الكبرى مثل آبل وأمازون ومايكروسوفت وميتا.
يمكن للمستخدمين وضع الصفقات خلال ساعات التداول العادية، من الساعة 9:30 صباحًا حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وهو يترجم إلى الساعة 2:30 مساءً حتى الساعة 9 مساءً بتوقيت المملكة المتحدة. خارج تلك الساعات، يمكن للمستخدمين في روبنهود وضع طلبات محدودة على 150 سهمًا مختلفًا على مدار 24 ساعة في اليوم خمسة أيام في الأسبوع، ابتداءً من الساعة 1 صباحًا بتوقيت المملكة المتحدة يوم الاثنين حتى الساعة 1 صباحًا يوم السبت.
بالإضافة إلى ذلك، تدعم الشركة أيضًا إيداعات الأسهم الأمريكية (ADRs)، مما يتيح للعملاء الاستثمار في بعض الشركات الأجنبية التي لا تتداول في بورصات الأسهم الأمريكية.
التحديات المستقبلية وخطط الشركة
على الرغم من الانتشار الطفيف لشركات الوساطة الجديدة منذ محاولة روبنهود السابقة للإطلاق قبل ثلاث سنوات، يعتقد سينكلير أن شركته في وضع قوي للاستفادة من سوق ناشئ نسبيًا لا يزال في المملكة المتحدة، ويمكنها الاعتماد على الخبرة التي اكتسبتها في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي. “أعتقد أن المملكة المتحدة فرصة رائعة، حيث لم يتم تعطيل السوق حقًا بعد”، قال سينكلير. “لا يزال يبدو ويشعر بنفس الطريقة التي كانت عليها، مع وجود وسطاء تقليديين يهيمنون برسوم عالية – وهذا لم يتغير. لذلك يمكنني أن أقول أن الفرصة لا تزال موجودة. لدينا فائدة من منصة تم تطويرها في الولايات المتحدة على مدار 10 سنوات ونضجت – لقد أضفنا العديد من المنتجات والميزات، وتعلمنا من 23 مليون عميل”.
على الرغم من أن الشركة واجهت انتقادات بشأن كيفية استهدافها للمتداولين غير المتمرسين في الولايات المتحدة، إلا أن روبنهود تأخذ هذه الدروس في اعتبارها في دخولها إلى المملكة المتحدة من خلال دليل داخل التطبيق، ونصائح، وبرامج تعليمية، وبيانات، وأخبار السوق، مصممة لتزويد المتداولين المبتدئين بالأدوات اللازمة للاستثمار بحكمة – أو على الأقل عدم إنفاق كل مدخراتهم – دون الحاجة إلى التبديل بين مصادر المعلومات المتعددة.
من الملفت للنظر أيضًا أن روبنهود تقوم بتحسين صورتها في السوق المحلية، حيث تقوم الشركة بإدخال دعم عبر الدردشة والبريد الإلكتروني والهاتف على مدار 24 ساعة في اليوم في المملكة المتحدة من البداية. ولكن على الرغم من هذه الجهود الأخيرة لتحسين صورتها داخليًا، قد تواجه الشركة لا تزال صعوبة في التعافي من الجدل الأخير، وفقًا لبرير.
بعد مرور عامين على الطرح العام للشركة، يبدو أن الطريقة الأكثر وضوحًا لنمو روبنهود هي دخول أسواق جديدة، وبوصفها واحدة من أهم المراكز المالية في العالم، تعد المملكة المتحدة خطوة مهمة لأول حركة لها.
“المملكة المتحدة سوق جذابة للغاية لشركات التكنولوجيا المالية لعدة أسباب – هناك هيئة تنظيمية قوية وتعاونية، وسكان غنيون مشتركون في التكنولوجيا المالية، والكثير من المواهب، ومناظر طبيعية كاملة من شركات التكنولوجيا المالية والبنوك المتاحة كشركاء أو موردين محتملين”، قال برير.
كيف ستحقق روبنهود الربح في المملكة المتحدة؟
تعد روبنهود وعودًا بالتداول بدون عمولة وبدون رسوم صرف العملات الأجنبية، ولا توجد حدود دنيا للحسابات (أي أن المستخدمين ليس عليهم إيداع مبلغ معين لاستخدام الخدمة). هذا يبدو رائعًا، ولكنه يطرح سؤالًا بسيطًا: كيف ستحقق روبنهود الربح؟
في الولايات المتحدة، انتقدت هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) روبنهود لإضلال العملاء بشأن كيفية كسبها للأموال. في الواقع، على الرغم من أن روبنهود لا تفرض عمولة، إلا أنها تقبل تداول العميل وتبيعه لشركات تداول أكبر تنفذ الصفقة نيابة عن العميل – وهذه هي العملية المعروفة بـ “الدفع مقابل تدفق الأوامر” (PFOF). وبالتالي، يقول النقاد، يتلقى عملاء روبنهود أسعارًا أقل جودة لصفقاتهم، مما يجعل شعار “التداول المجاني” مجرد وهم تسويقي – حيث يصبح المستثمر نفسه في النهاية المنتج.
ومع ذلك، فإن ذلك لا يهم في دخول روبنهود إلى المملكة المتحدة. في الواقع، تم حظر PFOF هناك بشكل فعال منذ عام 2012، في حين أن الاتحاد الأوروبي أيضًا يقوم بفرض حظر على هذه الممارسة والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بحلول عام 2026. وفي أماكن أخرى، تم حظر PFOF في كندا وسنغافورة، في حين أن أستراليا تتجه في هذا الاتجاه.
كانت هيئة الأوراق المالية والبورصات قد أشارت سابقًا إلى أنه قد ينظر في حظر PFOF، على الرغم من أنها انسحبت من هذا الموقف حاليًا. ولكن من الواضح أن المشهد التنظيمي العالمي ينظر بشكل متزايد إلى PFOF بشكل سلبي، مما يدفع روبنهود إلى السعي وراء مصادر دخل مختلفة.
في العام الماضي، أطلقت روبنهود برنامجًا جديدًا يتيح للمستخدمين “استعارة” أسهمهم للمستخدمين الآخرين، حيث تأخذ روبنهود جزءًا من الربح، كما قدمت منتجًا جديدًا للتقاعد. قبل كل ذلك بكثير، قدمت الشركة منتجًا بنظام الاشتراك يسمى روبنهود جولد مع ميزات متميزة، كما كانت تتحرك أيضًا في اتجاه العملات المشفرة، على الرغم من أنها قامت مؤخرًا بتقييد بعض العملات المشفرة التي تدعمها بسبب المراقبة النظامية في الولايات المتحدة.
من الجدير بالذكر أن هذه الخطوات مصممة أيضًا لاسترضاء وول ستريت. منذ طرحها في البورصة قبل أكثر من عامين، انخفضت قيمة الشركة من ذروتها التي بلغت نحو 60 مليار دولار في عام 2021 إلى أكثر من 7 مليارات دولار اليوم. كما انخفضت حجم التداول بشكل عام على منصة روبنهود، في حين تبين في هذا الشهر أن شركة جوجل الأم Alphabet قد تخلت عن حصتها المتبقية في الشركة، بعد أن استثمرت فيها في بداية كونها شركة ناشئة خاصة.
كل هذا يشير إلى أن الشركة لم تكن تعمل بشكل جيد، مما يجعل تنويع الإيرادات وإطلاق روبنهود في المملكة المتحدة أكثر أهمية لمستقبلها. على الرغم من عدم وجود نموذج واضح لكسب المال في إطلاق روبنهود في المملكة المتحدة، قال سينكلير إنها تخطط لـ “إضافة منتجات مع مرور الوقت”، والتي قد تشمل إدخال منتجات موجودة مثل روبنهود للتقاعد وروبنهود جولد إلى السوق. “سنقوم ببناء تدفق إيرادات متنوع، وهناك منتجات في خريطتنا الاستراتيجية التي سنقدمها، والمنتجات المحلية هي مكون مهم بالنسبة لنا”، قال سينكلير. “ما قدمناه في الولايات المتحدة يظهر حقًا مدى تنوعنا”.
التوسع في تداول العملات المشفرة
ما يلاحظ هنا أيضًا هو أن روبنهود ستقدم فقط منتجها لتداول الأسهم في المملكة المتحدة، في حين أن الشركة تعتزم إطلاق تداول العملات المشفرة في الاتحاد الأوروبي. يعود ذلك إلى قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ العام المقبل والتي تركز على “العملات المستقرة” المرتبطة بالعملات الرسمية، مما يجلب إطارًا قانونيًا أكثر وضوحًا لشركات العملات المشفرة للعمل ضمنه.
لا توجد تشريعات مماثلة حتى الآن في المملكة المتحدة، على الرغم من أن هناك علامات تشير إلى أنه قد يتم المضي قدمًا في هذا الاتجاه في وقت ما. “بالنسبة للمملكة المتحدة، نحن مركزون على إطلاق الوساطة، هذا هو أولويتنا وسنقوم بإطلاق أعمالنا في الوقت الحالي، ثم ننظر في التوسع على الصعيد الدولي مع أعمالنا في الوساطة مع مرور الوقت”، قال سينكلير. “سيكون لدينا عمليات العملات المشفرة في الاتحاد الأوروبي، ومع مرور الوقت سننظر فيها في المملكة المتحدة – ولكن في الوقت الحالي، تركيزنا هو على الوساطة”.
على نفس النحو، يلاحظ أن روبنهود ستقدم منتجها لتداول الأسهم الأمريكية فقط في المملكة المتحدة – وهذا يبدو منطقيًا إلى حد كبير، حيث سيستهدف جيل جديد من المتداولين التجزئة، الذين يعرفون جيدًا أوضاع شركات مثل آبل وأمازون وميتا وتسلا وسبوتيفاي وغيرها.
ومع ذلك، يقول سينكلير إنه سينظر في فتح الأبواب للأسهم الإضافية في المستقبل. “إنها جزء من خطتنا – الأسهم البريطانية هي شيء نسمعه من العملاء، وهذا أمر مهم بالنسبة لهم”، قال سينكلير. “نحن نبدأ بالأسهم الأمريكية، حيث يستفيد ذلك من منصتنا وتكنولوجيتنا في الولايات المتحدة. ولكن بالتأكيد – الأسهم البريطانية هي جزء من خطتنا”.
اترك تعليقاً