تعتبر المملكة العربية السعودية رائدة في مجال التحول الذي شهدته البلاد، حيث حققت تقدمًا كبيرًا نحو أن تصبح واحدة من أكثر الدول تقدمًا في العالم، وذلك من خلال رؤية 2030 التي تعزز الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
التحديات المتعلقة بتقرير الانبعاثات
تعد تقارير الانبعاثات، بما في ذلك تلك المتعلقة بسلسلة القيمة، أمرًا ضروريًا. تعقيدات تقدير هذه الانبعاثات تجعلها أمرًا لا يمكن التعامل معه باستخدام الممارسات التقليدية في التقارير. ففحص البيانات يدويًا لحساب انبعاثات الكربون ليس فقط معرضًا للأخطاء، بل أيضًا مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلاً وقد يؤدي إلى تدقيق غير موثوق به.
تحتاج الشركات إلى آليات تقارير تكون مؤتمتة وقابلة للتوسعة وموثوقة. فمن الجيد أن تلتزم الشركات بالتزامات ESG، ولكن الأهمية تكمن في إظهار كيف تم تحقيق هذه الأهداف بالضبط. ونتيجة لذلك، تقوم الشركات بشكل متزايد باستكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة تبسيط التقارير وتحسين الجودة وتقليل التكلفة. في السعودية، يتم استخدام حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتمكين الشركات من حل المشكلات والتغلب على التحديات التي تواجهها.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
يعد الذكاء الاصطناعي حلاً يعد بالقدرة على معالجة حجم ضخم من البيانات والتفاعل باستخدام اللغة الطبيعية واستخلاص الإشارات المهمة وفقًا لاحتياجات المستخدم. على سبيل المثال، تتطلب مشاريع الاحتجاز والتخزين الكربوني فهمًا عميقًا للطبقة الجوفية للأرض والعمليات الجيولوجية. وقد أنشأت شركة Wintershall Dea وشركة IBM Consulting أداة استخراج المعرفة القائمة على GPT التي تسمح للمستخدمين بطرح أسئلة محددة حول قاعدة المعرفة الجوفية المقدمة (الجداول والنصوص) لتقييم ما إذا كانت مناطق معينة يمكن استخدامها لمشاريع الاحتجاز والتخزين الكربوني من حيث الربحية والفعالية والسلامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتجميع قدرات Gen AI مع الخبرة العميقة في المجال من الجيولوجيين والعلماء فتح حلول جديدة وطرق عمل أفضل.
في السعودية، يتم استخدام الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتمكين الشركات من حل المشكلات والتغلب على التحديات التي تواجهها. وأكثر من أي وقت مضى، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لاستخدام البيانات بسرعة ودقة وكفاءة أكبر.
التقارير من أجل مستقبل مستدام
تدرك الشركات المسؤولة الحاجة إلى التنبؤ والتحضير وإدارة المخاطر التجارية، بما في ذلك تلك التي تسببها التغيرات المناخية. يمكن للتكنولوجيا مساعدة الشركات في هذا الصدد. يمكن لـ IBM Environmental Intelligence Suite مساعدة المستخدمين في مراقبة وتخطيط الطقس الشديد ويمكن لـ IBM Maximo تحديد إجراءات الصيانة الوقائية التي تساعد المستخدمين على تحسين الاستدامة من خلال الحفاظ على الأداء والكفاءة المثلى لأصولهم.
علاوة على ذلك، تزداد اللوائح المتعلقة بتقارير جوانب ESG التي تتداخل مع الشركات. وبشكل متزايد، يتعين على الشركات الكشف عن المعلومات البيئية جنبًا إلى جنب مع عمليات مكافحة الفساد والرشوة وحوكمة الشركات والتنوع والمساواة والشمول.
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي الإنتاجي أداة رئيسية في هذه العملية، مما يساعد المؤسسات على التحضير للامتثال للتنظيمات القانونية وتعزيز تقارير ESG واستغلال الكفاءات وتبسيط عمليات الأعمال.
الكلمة النهائية
لمساعدة الشركات في اختيار نماذج الذكاء الاصطناعي ونماذج الأساس المناسبة، قد ينظر الأعمال في التعاون مع مزودي التكنولوجيا الذين لديهم سجل حافل في تطوير وتنفيذ الأنظمة التي توفر النتائج. يجب أيضًا أن يكون لدى الشريك القدرة على التكيف مع متطلبات السوق المتغيرة – إن وضع الخدمة الرقمية هو بداية الرحلة وليس وجهتها.
من الواضح أن الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي للتكيف مع التغيرات وكشف الفرص خلال الانتقال إلى اقتصاد مستدام ستكون الأكثر نجاحًا.
• فهد العنزي هو المدير العام لشركة IBM في المملكة العربية السعودية. تنويه: الآراء المعبر عنها في هذا القسم هي آراء الكتاب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر عرب نيوز.
اترك تعليقاً