مهمة إعادة عينات المريخ في مفترق طرق خطير

تعتبر مهمة إعادة عينات المريخ دائمًا مشروعًا مكلفًا وذو مخاطر عالية ومكافأة عالية. ولكن الآن، مع إدراك التكلفة الفعلية للمهمة وتوسع الجدول الزمني، يجب على الكونغرس أن يلتزم بدعم الجهود بالكامل أو أن يخاطر بإفشال برنامج العلوم الكوكبية لوكالة ناسا بأكملها.

نجاح المهمة وتكلفتها المتزايدة

تهدف مهمة إعادة عينات المريخ إلى جمع عينات من صخور وتربة المريخ من حفرة جيزيرو التي يعتقد أنها غمرت بالماء منذ مليارات السنين وإرسالها إلى الأرض. حتى الآن، جمعت مركبة الاستمرارية التابعة لناسا 23 من 38 عينة مخططة وتركتها في كبسولات على سطح المريخ لاسترجاعها. ومن هناك، تشير التفاصيل إلى عدم اليقين، ولكن الخطط الحالية تتطلب وجود مركبة استرجاع عينات تقودها ناسا في المستقبل تحمل مروحيتين صغيرتين وصاروخًا لالتقاط هذه الكبسولات وإطلاقها في مدار المريخ، حيث ستكون هناك مكون آخر لمهمة إعادة المريخ إلى الأرض، وهو المدار العائد إلى الأرض الذي يقوده الوكالة الفضائية الأوروبية (ESA) وسيكون في انتظار استلامها وإعادتها إلى الأرض.

التحديات المالية والجدول الزمني

تقدر تكلفة الانتهاء من هذا المشروع المتعدد المراحل لمهمة إعادة عينات المريخ بين 8 إلى 11 مليار دولار، وهو ما يشبه إلى حد ما تكلفة مشروع JWST. أصدرت لجنة المراجعة المستقلة لمهمة MSR توصياتها في سبتمبر 2023 بـ “احتمالية قريبة من الصفر” للإطلاق في الفترة من 2027 إلى 2028 كما كان مخططًا. ويتم الآن النظر في إطلاقها في عام 2030، وهو تفاؤل زائد. وقد حددت اللجنة أيضًا أنه لتحقيق هذا التاريخ، ستحتاج المهمة إلى مليار دولار إضافي سنويًا لمدة ثلاث سنوات أو أكثر ابتداءً من عام 2025 – وجاءت هذه الأخبار في ظل عدم تحقيق الكونغرس لميزانية كاملة لعام 2024. تخطط لجنة الاستجابة لتطوير هندسة معمارية معدلة بحلول مارس المقبل، وفي الوقت نفسه، أبطأت ناسا وتيرة العمل على المهمة اعتبارًا من نوفمبر 2023.

التأثير على برنامج الاستكشاف الكوكبي

قد يكون من الحكمة أن يتذكروا المخططون تاريخ JWST الأخير. كانت المشكلة الرئيسية التي واجهتها خلال السنوات الأولى من تطويرها هي قلة التمويل التي أدت إلى التأخير وزيادة التكاليف – نتيجة للممارسة السيئة لتأجيل العمل في السنوات المقبلة للبقاء ضمن التزامات الميزانية السنوية، والتي كانت منخفضة جدًا، وفقًا للجنة المستقلة الشاملة لمراجعة JWST. قد تعود ناسا إلى هذا السيناريو مع MSR إذا كان من الصعب الحصول على تمويل كافٍ خلال مرحلة تطوير المشروع. قد تؤدي تكلفتها غير المؤكدة والمتزايدة إلى تأخير المهمات الأخرى المخطط لها حتى بعد إطلاقها.

تحديات الميزانية وتأثيرها على المهمات الاستكشافية الأخرى

أدت عدم التأكد من الميزانية إلى إعلان ناسا تأجيلًا لمدة عام في مهمة الطائرة الدوارة “دراجون فلاي” المتجهة إلى قمر زحل تيتان؛ تأجيلًا لمدة ثلاث سنوات في مهمة “فيريتاس” إلى كوكب الزهرة؛ وتأجيلًا لمدة ثلاث سنوات لطلب عروض لمهمة العلوم الكوكبية الجديدة للحدود الجديدة. مع التأخيرات تأتي تهديدات فقدان المواهب الثمينة. كما يمكنكم الاطلاع على الجدول الزمني المتطلع لناسا للمريخ. لا يوجد الكثير من التطورات حتى منتصف الثلاثينيات على أفضل تقدير. على الرغم من أن JWST انتقد بأنه “تلسكوب أكل علم الفلك”، إلا أن مشاكل المشروع لم تتسبب في توقف برنامج الفلك الفلكي بأكمله في ناسا. خلال تطوير JWST، قامت الوكالة الفضائية بإجراء مهمة لخدمة تلسكوب هابل الفضائي وإطلاق تلسكوبات الفضاء سبيتزر وفيرمي وكيبلر، وكلها مهمات عالمية.

أهداف ناسا المعقولة لاستكشاف المريخ

ما هو هدف ناسا المعقول لاستكشاف المريخ، في ظل ارتفاع تكلفة MSR وتأخيرها الحتمي؟ إذا كان الهدف هو أن تكون الأولى في إعادة عينة من المريخ، فإن ناسا تسير على مسار خاسر. تخطط الصين لإطلاق مهمة إعادة عيناتها الخاصة من المريخ، تيانوين-3، في عام 2028، مع وصول إلى المريخ في عام 2030 والعودة إلى الأرض في عام 2031. إذا كان الهدف هو فهم أفضل لقابلية الحياة في الماضي والحاضر على المريخ ومستقبل البشر هناك، فإن ناسا يمكنها إعادة توجيه مواردها ومواهبها لضمان نجاح مهمة روزاليند فرانكلين بدلاً من ذلك وكذلك التخطيط لسلسلة من المهمات الأصغر وأكثر تكلفة منخفضة إلى المريخ – حفارات، بالونات أو طائرة هليكوبتر جيل جديد بناءً على نجاح طائرة إنجينيوتي التي تحلق الآن حول المريخ. خلال اجتماع في مقر ناسا في مارس 2023، عبر إريك إيانسون، مدير برنامج استكشاف المريخ في ناسا، عن هذا الاستراتيجية لإطلاق مهمات ذات تكلفة منخفضة نسبيًا في نطاق 100 إلى 300 مليون دولار كل عامين، عندما يكون الأرض والمريخ على أقرب نقطة بينهما.

تهديد الميزانية على برنامج الاستكشاف الكوكبي

العمل تحت تهديد الإلغاء، كما حدث مع فريق JWST، يعد أمرًا محبطًا للعاملين. ولكن تهديد الميزانية لمهمة MSR على تدفق مستمر من المهمات يعد ضربة لبرنامج الاستكشاف الكوكبي الأوسع والعاملين الداعمين له. إذا لم يمول الكونغرس MSR بشكل صحيح الآن مع وجود مساحة كافية للمهمات الاستكشافية المتزامنة، فقد يكون إعادة عينة من المريخ هو واحدة فقط من العديد من الإنجازات التي تحققها الصين – ليس فقط على الكوكب الأحمر ولكن في جميع أنحاء النظام الشمسي الأوسع.

Source: https://www.scientificamerican.com/article/the-mars-sample-return-mission-is-at-a-dangerous-crossroads/